رؤية

أيها المصريون.. أنتم فى نعمة احمدوا ربكم

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- الذى يحدث حولنا فى المنطقة العربية من تخريب وتدمير وحرائق هو رسالة معناها أن لبنان تحترق وعلينا أن ننتبه إلى بلدنا، صلوا من أجلها، اطلبوا من الله أن يحميها من أعدائها، أن ينصر شعبها، ولا يفرق شملها وأن يجمع وحدتها، أن يقضى على الفتنة..
- قولوها من قلوبكم ألا نكون يوما فى وضعهم، فهم إخوة لنا لا يحملون لنا غلاً، فى قلب كل لبنانى قنطار من المحبة لمصر والمصريين.. لذلك نصلى من أجلهم، سائلين الله أن ينصر شعبهم على أعداء لبنان سواء كانوا فى داخله أو فى خارجه.. وأن يلهم حكومته الصواب فى اتخاذ القرار الحكيم..
- إن ما يحدث الآن فى لبنان الشقيق هو فعلا رسالة لنا كمصريين، رسالة تقول لنا «احمدوا ربنا فأنتم فى نعمة» نعم نحن فى نعمة، نحن أفضل من غيرنا، يكفى أننا ننعم بالمياه والكهرباء، وأهالينا فى لبنان محرومون منها قد تدخل ساعات محدودة إلى بيوتهم، وقد تنقطع بقية اليوم، نفس الحال فى المستشفيات التى أصبحت تعانى من نقص فى الأدوية والإسعافات، بسبب الحوادث التى تشهدها الشوارع بعد نزول الأهالى إليها وتجمع الشباب وراء هتافات داعية إلى إسقاط الحكومة بعد أن فرضت رسوما على الواتساب، وحاولت الحكومة أن تطفئ النار بإلغاء هذا القرار، لكن الناس ظلوا فى الشوارع يطالبون بتحسين أوضاعهم الاقتصادية التى تدهورت بسبب الخلافات السياسية والطائفية..
- نقول الحمد لله، ليس عندنا خلافات لا سياسية ولا حزبية، واقتصادنا عال العال، ورئاسة رئيس الحكومة لوفدنا الاقتصادى فى اجتماعات صندوق التقد الدولى هو شهادة لمصر، وإذا كانت لبنان تحترق بسبب فشل الحكومة فى تحقيق الاستقرار الاقتصادى لشعبها، فقد فشلت أيضا فى السيطرة على الحرائق التى اشتعلت على أراضيها، وبددت أمل اللبنانيين فى تحقيق أحلامهم باستقبال أعياد الميلاد، كانوا يعيشون على أمل رزق جديد سوف يأتيهم بعد شهرين من الأزمات الطائفية التى أطاحت بموسم السياحة فى لبنان الذى كان من المتوقع أن يحقق ما يقرب من ٩ مليارات من الدولارات هذا العام..
- لذلك أقول يا أهلى يا أصدقائى يا جيرانى، بالله عليكم عيونكم على مصر، وانتماؤكم لتراب مصر، لا تستسلموا لإشاعة كاذبة، ولا تدخلوا فى حوارات المصاطب وكل واحد منكم يفتى وكأنه عالم ببواطن الأمور فقد يكون الذى يفتى من الداعين للتخريب، يتخفى فى شكل داعية وهو مأجور، المهم ألا نصدق ما تردده الفضائيات المسمومة، ونفهم ما يجرى حولنا ويكون دائما نصب أعيننا.. أن هناك أعداء لا يريدون لنا الخير، بعد أن أصبحنا نشكل لهم عقدة نفسية و»كلكيعة» فى أدمغتهم، يضخون أموالا بلا حساب فى شراء النفوس الضعيفة.. من شباب معدومى الضمير، على استعداد أن يبيعوا الوطن من أجل حفنة دولارات بقصد تجنيدهم ضد استقرار مصر، ولأننا ننعم بالحياة والأمان لن نقبل أن يمسسنا شرير من هؤلاء الأشرار، بقصد عكننة استقرارنا، فمن يزورنا يجد مصر ترحب به وسوف يشعر بالأمن والأمان على حياته وحياة من معه..
- رغم ما يجرى فى لبنان من اضطرابات، وما أصابه من ألم ووجيعة، فقد روى لى أحد الأصدقاء المصريين العائدين من بيروت أنه كان فى زيارة عمل إلى بيروت لمدة يومين، وروى كيف كان الأهالى يعاونون المغادرين على اختراق الشوارع إلى مطار بيروت، اللبنانيون رغم حياتهم القاسية لكن الشهامة والرجولة فى داخلهم لاتزال حية لم تمت، مجرد أن عرفوا أنه مصرى ويبحث عن توصيلة إلى المطار، عشرات من الشباب التفوا حوله، منهم من أبدى استعداده بأن يحمله على الموتوسيكل وصديق له أبدى استعداده بأن يحمل له أغراضه على موتوسيكل آخر، وإذا بالسياحة كانت قد رتبت أمام الفنادق الكبرى سيارات مجانا لنقل النزلاء إلى المطار، وعاد صديقى إلى القاهرة وهو يتغنى بشهامة أهل لبنان، هذا هو الأمان الذى نقصده، والذى نتمنى أن يكون على الدوام فى أرض لبنان الشقيق.. دعواتكم لهذا الشعب الأصيل وأن يزيل عنه الغمة، وتستقر الأمور ويعود لبنان بلد الحب والجمال ويستقبل أعياد الميلاد المجيد والعام الجديد.. قولوا يا رب..