الوصل والفصل

أمنيات لا أطلبها من الجامعة العربية

محمد السيد عيد
محمد السيد عيد

محمد السيد عيد

أعترف أنى ممن يؤمنون بضرورة وجود الجامعة العربية، وأن قراراتها تعكس صورة الواقع العربى فى ازدهاره وترديه، ويبدو أن الوضع العربى الحالى لا يسمح لنا بأن نتعشم كثيراً فى الجامعة، ونتائج اجتماعها الأخير، الذى انعقد يوم السبت الماضى لبحث مشكلة الغزو التركى لسوريا، تؤكد هذا الرأى، لأنها نتائج هزيلة لا ترقى لمستوى حدث خطير مثل غزو بلد عربى.
قبل هذا الاجتماع كنت أنوى أن أطلب منها أن تتبنى الدعوة لمقاطعة المنتجات التركية، حتى تعود تركيا لصوابها، وتكف عن الاعتداء على سوريا، وعن دعمها للإرهابيين، وعلى رأسهم الدواعش، وعن إيواء الإخوان الذين يحرضون على الدولة المصرية، وعن الدور الحقير الذى تلعبه فى ليبيا، كنت أنوى أن أطلب من الجامعة هذا الطلب لكنى غيرت رأيى بعد اجتماعها الأخير.
كنت أود أن أطلب أيضاً من الجامعة العربية إعادة سوريا لحضن أمتها، لأن قرار مقاطعتها كان بتحريض من قطر، لكنى تراجعت بعد أن سمعت تصريح الأمين العام بأن المسألة معقدة، وأن عودة سوريا تحتاج لإجراءات معينة، وجلسة خاصة.
كنت أنوى أن أطلب من الجامعة العربية أن تدعو لسرعة تكوين الجيش العربى المشترك، لأن الأخطار محدقة بدول عربية عديدة من أعضائها، وأولى هذه الدول: سوريا، فهى مهددة من تركيا ومن إسرائيل، وقريباً جداً قد تكون مهددة من الأكراد، لأن الأكراد الذين يقاتلون على أرضها الآن ليسوا من السوريين فقط، بل فيهم كثيرون من خارج سوريا، ومن يدرى ماذا يمكن أن يحدث لو انتصر الأكراد على تركيا؟
والخطر لا يهدد سوريا وحدها، فدول الخليج مهددة من إيران، ورغم أن الجميع يصرحون أنهم لا يرغبون فى الحرب إلا أن الحرب قد تشتعل فى أى لحظة. والخطر يهدد ليبيا أيضاً، لأن قطر وتركيا يدعمان الإرهاب هناك بلا توقف، وهناك قرارات دولية - للأسف - بمنع السلاح عن القوات الليبية التى تتصدى للجماعات الإرهابية المسلحة، والخطر موجود فى اليمن، لأن إيران تدعم الحوثيين، ومن أهدافها مضايقة السعودية، والسيطرة على مضيق باب المندب لمضايقة مصر، والتحكم فى نقل البترول عبر قناة السويس، كل هذا كان يدعونى للحلم بوجود جيش عربى موحد لكنى بعد اجتماع الجامعة الأخير تراجعت عن الطلب.
يا سادتى فى الجامعة العربية لا أريد منكم شيئًا.