أفكار متقاطعة

عصابات الياقات البيضاء

سليمان قناوى
سليمان قناوى

التشكيلات العصابية لم تعد كما كانت فى الماضى، لص مقنع يحمل سلسلة مفاتيح يكسر بها الخزائن. التشكيلات العصابية اليوم اصبح يقودها بعض علية القوم، أصحاب الياقات البيضاء. التقرير المتقن الذى نشره الزميل محمد عبد الله أول أمس بجريدة اخبار اليوم عن إحالة النيابة العامة كلا من بطرس غالى شقيق وزير المالية الاسبق يوسف بطرس غالى ولاديسلاف اونكر سكاكال قنصل ايطاليا الفخرى السابق بالاقصر إلى محكمة الجنايات بتهمة تهريب 21660 قطعة أثرية( متحف كامل) تنتمى للحضارة المصرية وعصورها المتعاقبة من العصر الفرعونى للعصر الاسلامى، يكشف حقيقة استغلال البعض لقوانين عدم تفتيش الحاويات الدبلوماسية وفقا للاتفاقيات الدولية التى وقعتها مصر. فقد كان المتهم الثانى يستغل قيام احد الدبلوماسيين الايطاليين المعتمدين بمصر بنقل أمتعته لايطاليا، وبالتواطؤ مع صاحب شركة شحن هذه الامتعة يقوم بوضع القطع الاثرية بعد تغليفها ضمن أمتعة الدبلوماسى. ولكن كيف يحصل سكاكال على الاثارعند وصولها ايطاليا.حين يعلم صاحب شركة الشحن وصول الاثار يقوم بارسال رسالة بالبريد الاليكترونى للدبلوماسى صاحب الامتعة المنقولة يعتذر فيها بان عددا من الكراتين خاصة بالقنصل السابق سكاكال دخلت بطريق الخطأ للحاوية وسيحضر لاستلامها.الا ان سلطات ميناء ساليرنو الايطالى ضبطت شحنة الاثار واعادتها لمصر. وهكذا تغير شكل ووسائل التشكيلات العصابية ليصبح أعضاؤها من كبار اصحاب شركات السياحة( بطرس غالى) وممن ينتسبون سابقا للبعثات الدبلوماسية وبدلا من تسلق المواسير لسرقة المنازل او استخدام الاسلحة البيضاء للسطو المسلح، أصبحوا ينهبون بشكل منظم أثمن الكنوز، بشكل غاية فى الشياكة عبر الحقائب الدبلوماسية، ويهربون أغلى ما تملك مصر دون أن يمسسهم سوء، مستغلين احترام السلطات المصرية للقوانين والاعراف الدبلوماسية التى تمنع تفتيش الحاويات الدبلوماسية. واذا كان الله قد سلم هذه المرة نظرا ليقظة سلطات الميناء الايطالى، فكم مرة اخرى نجح فيها هذا التشكيل العصابى فى تهريب آثار مصر، خاصة انه يبدو ان المتهم الاول احترف عمليات تهريب الاثار فقد دلت التحريات انه ظل يجمع هذه الاعداد الضخمة منها على مدى 7 أعوام. لذلك نتمنى على وزارة الخارجية التواصل مع السلطات الايطالية، لضبط كل ما خرج من آثار مصرية إلى ايطاليا بشكل غير شرعى.
هذه كنوزنا ردت الينا.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي