عاجل

بكل الحب

استغاثة

نجوى عويس
نجوى عويس

يوم الخميس الماضى تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقة ليبية من سكان طرابلس تبكى وتصرخ وتطلب الاستغاثة من الشقيقة المصرية الكبيرة. قالت منذ أيام سقط صاروخان فى شارع الظل أحد الأحياء الراقية فى طرابلس، وكنت أقف فى حديقة منزلى فجأة سمعت دوى طلقات فى منزل أحد الجيران وتابعت أعمدة الدخان وهى تتصاعد فى الأجواء مما دفع إلى فرار العائلات ونزوحها خارج ليبيا سعيا للحفاظ على سلامة أبنائنا هكذا أصبح حالنا..
ومنذ الثورة قامت جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية التى سيطرت على مدينة طرابلس بتدمير الطائرات فى مطار ليبيا الدولى.. كما تم تدمير مطار معتيقة وهو المطار الثانى فى طرابلس بعدإغلاقه أكثر من مرة ثم قامت بتدميره حتى لا تتمكن قوات حفتر من السيطرة عليه.. ولم يبق أمامنا إلا مطار مصراتة.. وأضافت صديقتى أن ابنها الأكبر كان راقدا فى غرفته وإذا برصاصة طائشة من الطلقات المضادة للطائرات نفذت من زجاج الشرفة ولولا رحمة المولى علينا لاستشهد ابنى فى الحال.. وقالت: لقد عشنا فى رعب يومى بسبب الاشتباكات اليومية بين الجماعات الإرهابية التى قامت تركيا وقطر بترحيلها من سوريا والعراق إلى بلدنا الغالى.. مما دفع إلى فرار العائلات ونزوحها خارج ليبيا..
أما عن حالتنا الاقتصادية فقد أصبحنا فى حالة يرثى لها فأسعار السلع ارتفعت إلى مستويات قياسية ليس للعائلات موارد لتغطيتها.. أما عن حالتنا المالية لا أدرى كيف أصفها فالمرتبات تحول للبنوك وليس من حق أى فرد أن يسحب أكثر من 500 دينار ليبى.. حتى أن البعض لا يلحق ما يسحبه لهذا بات من المألوف متابعة الطوابير الواقفة من الفجر أمام البنوك سعيا لسحب أى مبالغ مستحقة لهم خاصة بعد أن تمكن الإرهابيون من سرقة الأرصدة عنوة من البنوك لهذا نحن كشعب نستنجد بالشقيقة الكبرى مصر لتنقذنا بتدخل واع وحكيم، من الويلات التى نعانيها قبل أن تتشرذم جارتها الليبية وتنقسم إلى دويلات وعزب تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر وغيرهما.