نهار

القراءة الحلال...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

التراشق المتبادل بين بعض الكتاب الشباب على صفحات التواصل الاجتماعى، حول قرصنة الكتاب وشرعية قراءة الكتب المزورة أو (pdf) هو تراشق لا معنى له ولا ضرورة... كلام عمر طاهر الساخر أو الغاضب عن نصابى الأتوبيس، والقراءة الحرام للكتب المزورة!!.. تحول إلى خناقة ومحاولة للنيل من عمر طاهر نفسه، ومن كل كتاب البيست سيلرز «الإستهلاكيين».. اللى (محساش بالناس) كما قال المهرب الصغير للمذيعة، التى راحت يومها تعطيه درسا فى الأخلاق!!... وبالتأكيد الإحساس بالناس، والإحساس بالقارئ المهموم بقوت يومه، قبل أن يكون مهموما بقوت معرفته.. الإحساس بالقارئ الغلبان لا يعنى أبدا تقنين السرقة أو الموافقة عليها... ولا يعنى منعه من القراءة باعتبار أن (اللى مامعهوش مايلزموش)... لكن يعنى وجود مشكلة حقيقية، على الجميع فهمها ومواجهتها والبحث عن حلول لها... لا كلام عمر طاهر الأخلاقى حول القراءة الحرام... ولا كلام محمد المتيم وطابور طويل من القراء التعساء حول القراءة الحلال، هو ما يشغلنا... فالخناقة فى مكان آخر، ولدى أشخاص آخرين.. كيف يمكن توفير الكتاب للقارئ وإتاحة الحق فى المعرفة للجميع... الحل الأمنى ومطاردة القراصنة، وناشرى بير السلم، والرقابة الصارمة، ليست وحدها الحل الأمثل... لابد من إستراتيجية ثقافية، تدعم وتتيح نشر المعرفة فى كل المجالات.. استعادة حضور الكتاب بعودة سلاسل الكتب من الطبعات الشعبية، واستعادة إصدارات مكتبة الأسرة، إطلاق مبادرات للقراءة واستعادة دور المكتبات العامة بالأحياء، كما كانت قبل سنوات (حتى أواخر الثمانينات) متوفرة فى كل أحياء القاهرة وربما المحافظات.. أيضا تطوير وتحديث مكتبات المدارس والجامعات، بما يسمح بتوفير الكتاب للقارئ الشاب بشكل مناسب.