مصر وروسيا.. علاقات اقتصادية من نوع خاص

الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين - أرشيفية
الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين - أرشيفية

- 20 % زيادة فى حجم التجارة البينية.. و55 شركة روسية ترغب فى الاستثمار بالمنطقة الصناعية

أكدت وزارة التجارة والصناعة أن هناك فرصاً ضخمة لزيادة معدلات التبادل التجارى بين روسيا ودول القارة الأفريقية خاصة ان السلع الزراعية الأفريقية تتمتع برواج كبير بالسوق الروسى كما تستحوذ المعدات الصناعية الروسية على نسبة من واردات القارة الافريقية، وأشارت إلى أن حجم التجارة البينية بين روسيا ودول القارة الافريقية بلغ العام الماضى نحو 20.5 مليار دولار منها 17.5 مليار دولار صادرات روسية ونحو 3 مليارات دولار صادرات من دول القارة الافريقية.
وحقق التبادل التجارى بين مصر وروسيا نمواً ملحوظاً خلال العام الماضي، حيث زاد بنسبة 20 % وحقق نحو7.6  مليار دولار، كما ارتفعت الصادرات المصرية إلى روسيا بمعدل 4٫1% خلال عام 2018 لتسجل نحو 526٫4 مليون دولار مقارنة بنحو 505٫6 مليون دولار خلال عام 2017.
وأضافت الوزارة أن إنشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاوراسى تسهم فى دعم حركة التبادل التجارى بين مصر  ودول التجمع لاسيما انها ترتكز على 8 موضوعات رئيسية تشمل التجارة فى السلع والمعالجات التجارية وقواعد المنشأ وتيسير التجارة والتعاون الجمركى وحقوق الملكية الفكرية والمنافسة والتجارة الالكترونية.
وأشارت إلى إن التعاون بين البلدين يتخطى الحدود الثنائية الى افاق أرحب خاصة أن مصر تترأس هذا العام الاتحاد الافريقى كما تم تدشين منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية ومصر تمثل الشريك المثالى لروسيا وهو ما يمثل فرصة متميزة للانطلاق نحو الأسواق الافريقية، وأوضحت أن معدلات التبادل التجارى بين البلدين خلال عام 2018 حققت أعلى مستوى لها فى تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين.
وأضافت وزارة التجارة والصناعة أن مصر تتطلع لتحقيق نتائج ملموسة فى خطوات إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، وأشارت إلى حرص الحكومة على تذليل كل العقبات لبدء إجراءات إنشاء المنطقة، حيث يعكس هذا المشروع الرغبة المشتركة فى التعاون بين البلدين وسيفتح آفاقًا واسعة امام الشركات الروسية فى الأسواق المصرية والأفريقية، وفيما يخص التصنيع المشترك، أوضحت أن مصر تتطلع أيضا للتعاون مع الجانب الروسى فى مجالات التصنيع المشترك للآلات والمعدات وعربات القطارات والمترو والترام والشاحنات ونقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة بما يخدم الاقتصادين المصرى والروسى على حد سواء.
كما أوضحت الوزارة أن الجانب الروسى يخطط لاستثمار رؤوس أموال روسية تبلغ 190 مليون دولار، كما ان حوالى 55 شركة روسية قد أعربت عن اهتمامها بالاستثمار فى المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، وأشارت إلى أن المشروع يمثل فرصة كبيرة أمام الشركات الروسية الراغبة فى النفاذ بمنتجاتها إلى مختلف الأسواق العالمية، من خلال الاستثمار فى السوق المصرية، والذى يتيح الوصول إلى أسواق تضم ما يقرب من 1.8 مليار نسمة بفضل منظومة الاتفاقيات التجارية العديدة التى ترتبط بها مصر مع كبرى التكتلات الاقتصادية فى العالم.. وتابعت أن المشروع سيسهم أيضًا فى خلق ما يقرب من 150 ألف فرصة عمل بعمليات الإنشاء والمشروعات الاستثمارية بالمشروع، كما سيسهم فى توفير برامج تدريبية للشباب المصرى ونقل الخبرات الروسية فى مختلف القطاعات، خاصة فى مجال إدارة المناطق الصناعية.
من ناحية آخرى تعتبر العلاقات الزراعية هى أهم ملفات التعاون بين البلدين خلال هذه السنوات، حيث أن روسيا تتصدر دول العالم فى استيراد الحاصلات الزراعية المصرية، وعلى رأسها الموالح والبطاطس، وكذلك شهدت الفترة الأخيرة زيادة فى تصدير النباتات الطبية والعطرية، ولذلك سيكون ملف تعظيم العلاقات الزراعية بين البلدين وتخفيف التشدد فى بعض مواصفات وشروط التصدير على أجندة المباحثات بين الجانبين.
كما أن مصر تعد من أكبر مستوردى القمح الروسى وقد تم حل كثير من الخلافات المتعلقة بتصدير القمح الذى يحتوى على نسب من فطر «الإرجوت»، كما أن القمح الروسى يتمتع بمواصفات جيدة وسعر مناسب وهو ما يصب فى النهاية فى صالح الميزان التجارى الزراعى المصري. وأوضح تقرير للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية أن المحاصيل الشتوية لها الأفضلية فى السوق الروسية ومن بينها البرتقال والفراولة، بالإضافة إلى البصل والثوم ومحصول البطاطس، لأن هذه المحاصيل لا يمكن زراعتها فى الأراضى الروسية فى فصل الشتاء نظرا للبرودة الشديدة التى تتلف المحاصيل، وأضاف أن محصول البرتقال المصرى يتمتع بمواصفات قياسية لا تتوافر فى كثير من الدول المجاورة.