يوميات الأخبار

قسما بالله: «يفوق الخيال ما صنعناه»

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

بينما أدانت معظم دول العالم الغزو التركى لشمال سوريا، كشف المتآمرون وجوههم الحقيقية وافتضحت أمورهم تماما.

رغم أنه لم يكن بحاجة إلى اطلاق القسم، لما تعودناه من دقة وصدق ما يقوله إلا انه لحرصه على مزيد من التوضيح لقيمة وأبعاد ما تم تحقيقه فى مواجهة دعاوى التشكيك والاحباط المدفوعة من أعداء الداخل والخارج، قالها الرئيس السيسى :«قسما بالله ما صنعناه من أجل مصر يفوق الخيال»، والواقع أن هذا ما يجسده فعلا ما تحقق ويتحقق فى ثلاث معارك تخوضها مصر بقيادة الرئيس منذ عام 2013، بدءا من «معركة البقاء» التى تشهد ما يوجهه الجيش والشرطة من ضربات قاصمة للإرهاب والإرهابيين مهما دعمتهم دول وقوى تسليحيا ودعائيا و«معركة البناء والتنمية» التى يكفى الاشارة فيها إلى قناة السويس الجديدة والمنطقة الاقتصادية، وشبكة الطرق الهائلة التى فتحت المجال للتنمية والاستثمار، وأكبر المشروعات، إلى جانب مبادرات الصحة والتعليم، ثم «معركة استعادة مصر لمكانتها المحورية عربيا وافريقيا واقليميا ودوليا» حيث عُدنا بقوة إلى افريقيا ودانت لنا رئاستها، وعدنا عربيا واقليميا بالدور الأساسى الفعال وعدنا دوليا بالدور المحورى البارز بعد استعادة التوازن فى علاقاتنا الخارجية بخروجنا من حالة الانبطاح تحت أقدام دولة واحدة ونجاحنا الواضح فى اقامة العلاقات الاستراتيجية مع روسيا والصين والهند واليابان مع الحفاظ على استراتيجية العلاقات مع أمريكا والغرب.
«فودة» و«شوشة» شاهدان من سيناء
اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء يقول بالحرف الواحد: «لقد أنجزنا فى 6 سنوات ما لم يتحقق فى عشرات السنين، ودعم القيادة السياسية هو كلمة السر فى انجاز الخطط التنموية الهائلة فى جنوب سيناء من أنماط سياحية عالمية ومشروعات اسكانية وتعميرية لا تتوقف، وبنفس الثقة يتحدث «اللواء عبدالفضيل شوشة» محافظ شمال سيناء قائلا إن الجيش والشرطة وراء تراجع وترنح الإرهاب مضيفا انه لان التنمية والتعمير على رأس أولويات القيادة السياسية انطلقت مشروعات عدة فى شتى القطاعات مثل تجديد شبكة المياه وانشاء محطة تحلية مياه البحر لخدمة العريش والشيخ زويد ورفح، وانشاء خط كهرباء لمدينة الشيخ زويد، وتطوير ميناء العريش ليصبح ميناء دوليا وانشاء منطقة خدمات لوجيستية، ومنطقة صناعية على «78» ألف فدان، وانشاء مدينة رفح الجديدة على أحدث الطرز المعمارية.
ولعلنى شخصيا شاهد عيان لما ذكره اللواء خالد فودة واللواء عبدالفضيل شوشة، وما أرى فيه تحقيقا لشعار رددناه على مدى عشرات السنوات حول تنمية وتعمير أرض الفيروز دون أى تنفيذ فعلى، إلى أن رأى النور بعد ثورة يونيو وبدأ تحقيق اكبر المشروعات التى تعيد سيناء إلى أرض الوطن تنمية وتعميرا وأمنا وطنيا وقوميا.
«سفالة».. لا نرد بمثلها
يواصل شياطين إعلام الفتنة نباحهم فى قنوات تركية - قطرية - اخوانية ومواقع التواصل العميلة والعشوائية تصعيدا لمحاولات هيستيرية تستهدف ضرب استقرار مصر وتشويه انجازاتها التى يشهد بها العالم، وهم فى معرض حماسهم الأجوف لمزيد من رضا وأموال من يستعملونهم يمارسون أسوأ المزاعم ويطلقون أقبح وأبشع الألفاظ ضد أكبر رموز مصر، وقد يبدو أنه من اليسير الرد عليهم بنفس المستوى الهابط من السفالة والدناءة، لكن ذلك ليس من شيمنا ولن يلوث لسان أى مصرى وطنى حقيقى بمثل تلك البذاءات، ومن ثم يكون الرد الحاسم عليهم بما يكشف أكاذيبهم ويدحض مزاعمهم ويُعرى حقيقتهم من خلال العمل الإعلامى المكثف بلا تهوين أو تهويل، ولا يترك فراغا من المعلومات قد يدفع البعض إلى البحث عنها فى قنوات واذاعات وصحف أخرى يمكن أن تتسلل بينها تلك المأجورة المعادية، كما يتعين الحرص فى اختيار الضيوف من الخبراء والمتخصصين الذين يكتسبون بعلمهم وخبراتهم ثقة المشاهد والمستمع والقارئ، كذلك يتحتم التأكد من صحة ودقة الأخبار وموضوعات الحوار الذى لابد أن يشمل الرأى والرأى الاخر دون السقوط فى منزلق الاثارة الهوجاء التى تبدو احيانا فى صخب ومبالغة التشبث بالرأى واستفزاز الآخر بالصورة التى رأينا خلالها ما كاد يصل إلى الاشتباك بالأيدى.
«المفضوحون فى الغزو التركى لسوريا»
بينما أدانت معظم دول العالم الغزو التركى لشمال سوريا، كشف المتآمرون وجوههم الحقيقية وافتضحت أمورهم تماما، فهم حتى لم يلتزموا الصمت وابتلاع مشاعرهم ومواقفهم المريبة، بل أعلنوعا بصراحة وبمنتهى الفجور، وهؤلاء المفضوحون هم:
١- قطر التى أيدت الغزو بحديث معلن بين وزير دفاعها ووزير الدفاع التركى، ثم أكدت ذلك برفضها الحقير لبيان وزراء الخارجية العرب الذى أدانوا فيه الغزو التركى، ولمزيد من التحدى جددت مباركتها لما ترتكبه تركيا من جرائم الاحتلال.
٢- أذناب الجماعة الإرهابية الذين أعلنوا عبر قنوات الفتنة دعمهم للغزو الأسود، وقالوا بالحرف الواحد: «اللهم احفظ تركيا أرضا وشعبا وجيشا وحكومة ورئيسا».
هكذا وبمنتهى الانحطاط تؤكد «الجماعة» موقفها من قيمة ومعنى الوطن، والعروبة، لأن الانتماء والولاء عندهم يكون فقط للجماعة وفصائلها وتنظيمها المحلى والدولى.
«الاتفاق الأمريكى - التركى بين الاحتمالين»
حظى اتفاق وقف - أو تجميد إطلاق النار فى الشمال السورى كما وقعته أمريكا مع تركيا باهتمام بالغ، علما بأن مصيره يتراوح بين احتمالين: أولهما: أن يتحرك الشيطان الذى يكمن -كالعادة- فى التفاصيل التى قد تثير ردود فعل متناقضة ما بين رفض وقبول، فينهار الاتفاق ويتواصل الغزو التركى والصراع الدموى وبالتالى يسقط المزيد من الضحايا ويتم تدمير المزيد من القرى والمدن السورية، إلى أن تظهر فرصة اتفاق جديد أو اتفاق معدل من خلال لقاء الثلاثاء بين «أردوغان وبوتين» فى موسكو. ثانيا: ينجح الضغط الامريكى والأوروبى فى تنفيذ الاتفاق خاصة مع تهديدات الكونجرس بعقوبات صارمة ضد تركيا - أردوغان وإذا ما تحقق ذلك النجاح يكون الفائزون بنتائجه كالتالى:
١- سوريا: لأن قوات سوريا الديمقراطية ستنسحب من أماكن تمركزها الانفصالية وتدخل فى أحضان الدولة، كما يسيطر الجيش السورى على الحدود مع تركيا بعد غياب سنوات.
٢- روسيا: لتألق دورها ونشاطها مع الأكراد والحكومة وتركيا، مما يؤكد وجودها القوى فى المنطقة بعد غياب سنوات.
٣- تركيا: مكسب داخلى لأردوغان الذى سيتباهى بأنه نجح فى ابعاد القوات الكردية عن الحدود بعمق ٣٢ كيلو مترا وطول ٤٤٤ كم.
٤- أمريكا: مكسب محدود قد يضخمه «ترامب» وان كان سيصطدم بما ظهر من تخلى الولايات المتحدة عن الأكراد، كما أدى قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا إلى ترك مساحة فراغ استغلتها موسكو بمهارة.
«الغباء والحماقة، و «الزبالة» بين ترامب وأردوغان»
تجاهلا للغة الدبلوماسية بعث «ترامب» برسالة صاخبة إلى «أردوغان» يحذره فيها من مواصلة العدوان ضد الأكراد فى شمال سوريا قائلا له بالحرف الواحد: «لا تكن أحمق.. لا تكن غبيا.. لا تدع العالم يذكرك بأنك شيطان» - وعندما قرأها أردوغان انتابه جنون العظمة وبكل غطرسة واحتقار ألقاها فى سلة المهملات وكأنه يقول لترامب «كلامك زبالة» والغريب أن صفة الحماقة لاحقت أردوغان من جهة  أخرى حيث قال رئيس فرنسا «ماكرون» بصريح العبارة: «ان الغزو التركى «الأردوغانى» لشمال سوريا «حماقة».
ربنا يحمينا ويحمى بلادنا من الأغبياء والحمقى والذين تلعب شهوة السلطة والسيطرة فى عقولهم.
«الداعشين عائدون بالعباءة التركية»
بغض النظر عما ينتهى إليه الاتفاق الأمريكى التركى حول غزو شمال سوريا، تبرز قضية هروب المئات وربما الآلاف من عناصر «داعش» من مخيمات الاعتقال الكردية، وقد أظهر أكثر من فيديو صورهم فى الشوارع حاملين أسلحتهم علنا، حتى نساؤهم بوجوههن المغطاة بالنقاب أخذن يلوحن بالبنادق تعبيرا عن أنهن لسن أقل من الرجال تشبثا بالفكر الداعشى، وهكذا بالعدوان التركى يكون أردوغان قد أعطى قبلة الحياة لداعش حتى تستأنف جرائمها كما اعتادت منذ تم دفعهم من الحدود التركية إلى سوريا والعراق وليبيا ومصر. وقد أعلنت عدة دول عن قلقها وانزعاجها من وصولهم إليها، فهل يترجم ذلك إلى مواقف واجراءات تجهز عليهم وعلى أقرانهم من التنظيمات الارهابية؟. «مجرد سؤال برىء جدا».
«هل تُحرجه نوبل للسلام؟»
رئيس وزراء اثيوبيا «آبى أحمد» استحق فعلا جائزة نوبل للسلام، وقد بادر الرئيس السيسى بتهنئته، فهل تُحرجه الجائزة الكبرى ويضيف إلى انجازاته السلمية موقفا أفضل فى قضية سد النهضة خاصة أنه يعلم أنها قضية وجود للشعب المصرى؟ هذا ما نتمناه طبعا وقد يكون لقاؤه مع الرئيس السيسى فى موسكو قريبا فرصة لاعلان القرار المنشود خاصة أن التحرك الدبلوماسى والقانونى سيحفظ حق مصر تماما فيما لو تردد فى ذلك مما قد يعرضه لحرج من نوع آخر.
«لأنه: كلام من لهب»
أسعدنى استقبال النقاد والقراء لكتابى الجديد «كلام من لهب»، وأعجبنى -مثلا- ما قالته الكاتبه «فكرية أحمد» فى صحيفة الوفد تحت عنوان «الكنيسى يطلق كلاما من لهب على أعداء الوطن» واستعرضت فصول الكتاب مثل الحديث عن أفريقيا بين عبدالناصر والسيسى، وخطة «الحزام الأسود» التى وضعها موشيه دايان وأهدرتها حرب أكتوبر، و«إلى أين يأخذهم صلاح؟» و«مدبولى والسحب السوداء»، و«أيها الإعلاميون ماذا أنتم فاعلون؟».