مشوار

أكتوبر عيش الحرية

خالد رزق
خالد رزق

أمام شاشة الكمبيوتر بحجرة مكتبى بمقر دار أخبار اليوم بالإسماعيلية أجلس لأكتب هذه السطور مطمئناً آمناً بوسط مدينة مزدحمة تموج بحركة سكانها وتحفل بأنشطة البشر، هى نفس المدينة التى كانت قبل 46 عاماً مضت مهجورة خاوية على عروشها إلا من أعداد محدودة من المدنيين الذين استمسكوا بالبقاء تحت ظروف الحرب «عناصر» بمقاومة تدافع عن الأرض أو ارتباطاً بأعمال فرضت استمرار وجودهم بالمدينة التى هُجر أهلها قسراً قبل 6 سنوات من تاريخ السادس من أكتوبر 1973، نعم أجلس اليوم فى مكان احتل موقع القلب فى ساحة المواجهة الرهيبة مع جيش العدوان الصهيونى ومن ورائه.
فى رائعة النهار ومع إشارة عقارب الساعة إلى الثانية من بعد ظهر 6 أكتوبر كانت طائرات سلاحنا الجوى تبرق فى سماء المدينة وهى تجتاز حدودها من الغرب إلى الشرق غير موفرة فى قنابلها «رسل» الموت للأعداء بينما تردد على الأرض هزيم رعود آلاف المدافع التى أطلقت لتصب الموت والدمار على عدو سكن قلاع خط دفاعى قال من كانوا لم يخبروا بأس .. المقاتل المصرى ألا قبل لقوة على الأرض باختراقه .. فما انتبهوا إلا وقد دكه الرجال فوق رؤوسهم.
عيش الحرية التى أحياها أنا وكل أبناء الإسماعيلية وأهل القناة جميعهم على أرضنا نمرح فيها أينما أخذتنا أقدامنا، عيش الكرامة التى نحياها جميعاً نحن المصريين رافعين الرؤوس قِبل الدنيا كلها، بعدما أدرك الأعداء والأصدقاء كلهم أنا أبداً فى أرضنا لا نفرط وبأننا الأمة المصرية ما نعرف أبداً الانكسار ـ يعود ـ الفضل فيه إلى عقول وأرواح رجال خططوا ودربوا وقاتلوا وجادوا بالدماء سخية فداء للوطن.. فتحية للشهداء ولرجال أذاقوا العدو الموت والذل وعادوا منتصرين.
مع نسائم خريف أكتوبر تشرين الرائعة لا يجوز أن ننسى أبداً أن انتصارنا العظيم تحقق بالسلاح الروسى وكان محصلة القوة لمصر ولسورية ووراءهما مدد العراق والجزائر وليبيا، وروح الإخوة فيما خلاهم من بلدان أمتنا، وفى ذكرى نصرنا العظيم أقول بأن الوقت حان لنمد أيدينا لجناح قوة المواجهة فى الإقليم الشمالى سورية ولقوة المقاومة التى صعدت فى لبنان ولكل دول المدد.