مصرية أنا

المجاملة فساد !

إيمان أنور
إيمان أنور

وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى يده على المرض المزمن الذى تعانى منه مصر منذ الأزل وإلى الأبد عندما قال ان « المجاملة فساد.. لو عايزين تكافحوا الفساد فى بلدكم ما تجاملوش حد «.. نعم يا ريس المجاملة هى ام الفساد وهى السقم المتأصل والمستشرى فى الجسد المصرى.. وهى التى تحول دون فرز الصالح من الطالح.. الثمين من الغث.. الجيد من السيئ.. فكم منا يجامل على حساب ضميره !؟.. كم ممن يتقلدون مناصب او يحصلون على فرص او يجنون ثمارا لا يستحقونها لمجرد هذه الكلمة البسيطة فى حروفها الكبيرة فى معناها « المجاملة « !؟.. كم منا يتولون مهام وتسند اليهم مسؤليات وتأتيهم الفرص على أطباق من ذهب بسبب المجاملة !؟.. كم منا يبرر « جريمته « باختيار من هم محدودو القدرات والمواهب والتميز فى مناصب لا يستحقونها تحت الشعار البالى.. أصله ابن فلان الفلانى.. !؟.. وفى المقابل.. كم منا يشعر بالقهر والظلم والالم ولا تثمن موهبته او تفوقه لمجرد انه ليست لديه واسطة !؟.. كم منا تندثر طاقاته وإمكاناته وإبداعاته لانه شخص عادي من العامة ومالوش ضهر !؟.. كم منا تتحطم احلامه وطموحاته ومستقبله لان المجاملة طغت وتسيدت فلا يجد مكانه بين المختارين !؟..
نعم يا ريس مكافحة الفساد تبدأ من رفض المجاملة وتجاهل الوساطة وعدم الالتفات لهما.. فمعايير الاختيار يجب ان تكون مبنية على أسس الموضوعية والشفافية والاستحقاق بعيدًا عن المجاملة.. فهذا ألف باء تقدم المجتمعات ورقى الشعوب واخلاصها ونجاحها..نعم نعم ياريس.. كم اثلجت كلماتكم صدورنا.. « من فضلكوا.. لو سمحتوا.. ما تجاملوش حد.. على الأقل باسمى.. والله عمرى ما جاملت مخلوق»..
المجاملة ياريس.. للاسف.. ثقافة متأصلة فينا الا ان هناك قلة قليلة الحمد لله لا يعتد بها.. ويحضرنى هنا هذا المشهد الرائع للفنان العبقرى سليمان نجيب من فيلم ( لعبة الست ) والذى كلما تابعته دمعت عينى.. عندما ارتفع صوته مستنكرًا مندهشًا مستغربًا « انت جاى لى من غير واسطة..!!؟.. فأجابه المبدع الفنان نجيب الريحانى بأن واسطته هى ربنا.. تنفع !؟.. فما كان منه الا ان قبله لشغل الوظيفة..
يا ليتنا جميعا ننصت بكل تمعن لكلمات الرئيس: لا للمجاملة لا للمحسوبية على حساب الاكفاء.. فتلك اولى خطوات التقدم والنجاح والازدهار !