كلام على الهواء

على من نطلق الملامة؟!

احمد شلبى
احمد شلبى

على من نلقى باللوم نتيجة العجز المتوالى طوال السنين فى عدد المدرسين اللازمين للتدريس فى التعليم الأساسى؟
من ير سناتر الدروس الخصوصية يظن أن لدينا فائضا فى المعلمين يقومون بدورهم فى استكمال ما بدأوه فى المدارس من زيادة فى الشرح لبعض الطلبة الذين لا تمكنهم قدراتهم من الفهم الكامل فى المدرسة.
المشكلة معقدة وخيوطها متشابكة وكل طرف خيط فيها يسلب الطرف الآخر قوته فيصبح الأمر أهون ما يكون.
العجز ليس فى عدد المدرسين ولكن أيضا هناك عجز فى كفاءتهم للتدريس والقلة المتميزة لا تعلم أحدا بل أخذت جانبا خارج أسوار المدارس لتعظيم مكتسباتها من خلال الدروس الخصوصية حتى صاروا عملة صعبة.
أولياء الأمور الذين وقفوا طوابير فى الأمس البعيد من أجل رغيف عيش أو فرخة مجمدة يعودون مرة أخرى لطوابير الدروس الخصوصية بأعلى الأسعار.
أين أجهزة الدولة لسد عجز أعضاء هيئة التدريس.. أين خريجو كلية التربية التى تخرج الآلاف منهم دون عمل.. أين معاهد إعداد المدرس ليكون أهلا بعد التخرج للتدريس وتعليم الطلبة بكفاءة عالية.. أين الضمير أن يقدم المعلم جهده فى الفصل داخل المدرسة وليس خارجها.
الطالب وولى الأمر ضحايا للعملية التعليمية فالأوائل على مدار العقود الأخيرة أجمعوا على أن الدروس الخصوصية سبب تفوقهم وأن المدرسة مجرد رمز أجوف للانتماء للعملية التعليمية لكن السناتر هى الأساس والراعى الرسمى للتفوق.
تطوير التعليم لا يعنى الانفصال عن العملية التعليمية الحالية والتابلت والنت وبنك المعرفة ليسوا بديلا للمعلم الكفء ذى الضمير والحريص على مستقبل تلاميذه وطلابه كما كان فى الأمس البعيد.
لابد من إعادة تدوير المشكلة الحالية والخروج بنتائج إيجابية لتلبية احتياجات المواطنين لتعليم جيد بأسعار مناسبة لأنه فى النهاية التنمية فى البشر تؤتى أكلها طوال الزمان وتنهض بالأمم.
وبنظرة رقمية لابد من إعادة تبويب الأموال الضخمة التى تنفقها الدولة وأولياء الأمور وهى بالمليارات حتى تكون فى مسارها الصحيح لإنتاج جيل ذى تربية وعلم وإلا ستظل الشكوى والملامة معنا إلى ما لا نهاية.