فى الصميم

الطائفية أصل البلاء!!

جلال عارف
جلال عارف

لم يكن مفاجئا أن تنفجر الأوضاع فى لبنان. لكن المفاجئ كان أن يعبر الشباب فى احتجاجهم كل الانقسامات الطائفية والحزبية، وأن يعلنوا فقدان الثقة بصورة كاملة فى كل الطبقة السياسية الحاكمة.
من جهة أخرى كانت المفارقة أن تعلن كل القوى السياسية المشاركة فى الحكم تأييدها لاحتجاج الشباب وتفهمها لمطالبهم ليكون السؤال فى لبنان هو : إذا كنتم جميعا مع الاحتجاجات فمن الذى أوصل لبنان الى هذه الحالة المأساوية، ووضعه على حافة الافلاس اقتصاديا وسياسيا؟!
أصل البلاء فى لبنان الجميل هو النظام الطائفى الذى حول  البلاد الى اقطاعيات سياسية، وجعل الولاء المذهبى قبل الولاء للوطن، وفتح الأبواب أمام فساد هو الأبشع فى العالم، ورهن مصير لبنان بالصراعات الاقليمية والدولية، وأضاع مصالح البلاد والعباد فى خلافات عقيمة عطلت عمدا أى خطوات على طريق الاصلاح الحقيقى.
أهم ما فى حراك شباب لبنان أنه عابر للأحزاب والطوائف وأنه إعلان بسحب الثقة من الطبقة السياسية التى أوصلت لبنان  الى ما يعانيه اليوم. بالطبع لن تسقط هذه الطبقة بين يوم وليلة، ولن يترك أقطابها فنادقهم الطائفية أو ميليشياتهم المسلحة، لكن الخطأ سيكون كبيرا إذا تصوروا أن الأوضاع يمكن ان تستمر بنفس الطريقة التى وضعت لبنان على حافة الكارثة.
لبنان الجميل فى موقف صعب الطبقة السياسية مازالت تهدد بأن البديل عنها هو الفوضى. بينما الشباب يعلن أنه قد فقد الثقة بهذه الطبقة، ويؤمن بأن البديل هو لبنان بلا طائفية ولا فساد.