اليوم.. الإعلان الرسمي عن أكبر اكتشاف أثري للتوابيت الفرعونية الملونة بالأقصر

الصدفة تلعب دور لاكتشاف أكبر خبيئة توابيت في الأقصر لأكثر من 30 تابوتا
الصدفة تلعب دور لاكتشاف أكبر خبيئة توابيت في الأقصر لأكثر من 30 تابوتا

تنظم وزارة الآثار صباح السبت 19 اكتوبر، مؤتمرا صحفيا عالميا بمنطقة جبل القرنة غربى الأقصر، للإعلان عن كافة تفاصيل العثور على أكثر من 30 تابوتا أثريا في منطقة جبانة العساسيف.

يقدم فعاليات المؤتمر الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بحضور كافة قيادات وزارة الآثار ومحافظة الأقصر،  وذلك للكشف عن تفاصيل أكبر خبيئة لتوابيت فرعونية ملونة عثر عليها رجال البعثة الأثرية التى يقودها وزيري في جبانة العساسيف،  والتى تعدت الـ30 تابوتاً وسيتم شرح تفاصيل التوابيت والفترة الزمنية التى تعود لها في العصور المصرية القديمة.

ومن جانبه، قال مصطفي الصغير مدير عام آثار الكرنك ، أنه عمل في المنطقة لفترة طويلة، حيث قال إن الفيصل الحقيقي في الموضوع تثبته الحفائر ودراسة طبقات التربة المحيطة بالتوابيت، لمعرفة ظروف دفنها بهذه الطريقة.

وعن فكرة نقلها من الشرق للغرب في الأقصر عام ٦٧ قال أن ذلك "صعب شوية" حسب قوله لأكثر من سبب، أولها أن هناك الكثير من الأهالي أحياء حتي الآن منذ 1967، وهذه كانت منطقة سكنية في هذا الوقت، فهل من المعقول دفن هذا العدد الرهيب من التوابيت دون أن يرى أو يسمع أحد؟ لا أعتقد، لأنه لو صح هذا الكلام "ماكنتش حتلاقي تابوت واحد موجود دلوقتي" .

وتابع: "كما أنه لا يوجد في أي دفاتر رسمية مثل هذا العدد المهول من التوابيت المفقودة من سنة ٦٧ أو قبلها، وسبق أن اكتشفنا تابوتين في منطقة العلوة بالقرنة في ٢٠١٢ بنفس ظروف الدفن تمامًا، وبالتالي فإن طريقة الدفن السطحية خارج المقابر أو الكهوف كانت شائعة في القرنة، وبالتالي أعتقد تمامًا أننا أمام كشف أثري كبير، سيعرفنا كيف تم التعامل مع توابيت كبار رجال الدولة في العصور الفرعونية في جبانة طيبة".

واستطرد: "أن الدفن بهذه الطريقة يدل على إن ذلك المكان لم يكن هو موقع الدفن الأساسي، ولنا في خبيئة الدير البحري مثال، بعد انتشار سرقات لصوص القبور، تم تجميع توابيت ومومياوات الملوك للأسرات ١٨ و١٩ و٢٠ وتم حفظها في كهف في الدير البحري في عصر الأسرة ٢١ لحمايتها من سرقة اللصوص، وبالفعل نجحت هذه الطريقة وحصلنا على مومياوات ملوكنا العظام سليمة".

وأضاف: "أعتقد أنه تم استخراج هذه التوابيت من مكان حفظها الأصلي بالمقابر خلال العصر المتأخر بواسطة الكهنة أو حراس المقابر، وتم وضعها بهذا الشكل ووضع الرديم عليها لتغطيتها تمامًا، ودراسة طبقات التربة من خلال الحفائر يمكن أن تعطينا الإجابة القاطعة.. وربما يكون وضع هذه التوابيت بهذا الشكل قد تم خلال القرنين ١٨ أو ١٩، أثناء فترة بداية الشغف بالآثار المصرية وجنون البحث عنها وخاصة المومياوات، حيث انتشرت أفكار غريبة لدى المجتمع الغربي عن المومياوات المصرية، والتي وصلت لدرجة أن البعض كان يعتقد بوجود خواص بهذه المومياوات لها القدرة على الشفاء من الأمراض أو لها تأثيرات سحرية، حتى أنها كانت تباع بأسعار خيالية حينئذ، وقد استمر ذلك لفترة حتى استشعر المهتمون بالآثار مقدار الخطر الكبير الذي يهدد بقاء المومياوات المصرية، وسواء كان الدفن قديما خلال العصور القديمة، أو كان خلال القرنين ١٨ أو ١٩ فيبقى اكتشافًا رائعًا مهمًا ومثيرًا".