بطولات لا تعد ولا تحصى

هناك فارق بين إغراق المدمرة الإسرائيلية «ايلات» وتدمير السفينة «بيت شيفع» وناقلة الجند «بات يام» والرصيف الحربى بميناء «إيلات».. فالأولى حدثت فى 21 اكتوبر 1967 بمياه البحر المتوسط أمام سواحل بورسعيد واتخذناه عيدًا لقواتنا البحرية والذى سنحتفل به الاثنين القادم. أما الثانية فحدثت بالبحر الأحمر أثناء حرب الاستنزاف فى 14و15 مايو 1970. وقدمتها السينما المصرية فى فيلم الطريق إلى ايلات.
البطولات المصرية لا تعد ولاتحصى وكل بطولة من البطولتين لها حكاية نفتخر بها... فقد غير إغراق المدمرة «إيلات» نظرة العالم لاستخدام القطع البحرية الكبيرة بعد ان نجح لنشا صواريخ بقيادة أبطال قواتنا البحرية فى تدمير أكبر وأهم قطعة بحرية اسرائيلية واغراقها بعد ان كانت تخترق مياهنا الاقليمية بغطرسة مستغلة قوتها معتقدة عدم قدرتنا على الردع والرد بعد نكسة 67.. وكانت عملية الإغراق التدميرية باستخدام 4 صواريخ «سطح- سطح» وكانت العملية الأولى من نوعها وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة واستراتيجيات فى القتال البحرى بالعالم.
كان تدمير السفينتين بيت شيفع وبات يام والرصيف البحرى لميناء ايلات بطولة أخرى من بطولات لا تتوقف..ففى أوائل عام 1968 أمدت أمريكا إسرائيل بالناقلة البحرية «بيت شيفع» والتى تحمل 7 مركبات برمائية وناقلة الجند «بات يم» وشنت اسرائيل بهما عمليات على سواحلنا الشرقية.. فقررت القيادة العامة لقواتنا المسلحة القيام بعملية للتخلص من الناقلتين بأى وسيلة واستقر الأمر على تنفيذها بالضفادع البشرية.
لم يمنع ما فعلته اسرائيل من إغلاق الميناء بالشباك وتحريك لنشات لضرب عبوات ناسفة مضادة للضفادع البشرية وقنابل مضيئة من الطائرات الهليكوبتر ووضع كشافات قوية جداً حول الناقلتين وتكثيف الحراسة أبطالنا من تنفيذ المهمة ففى 5و6 فبراير 1970تم تشكيل مجموعتين الأولى للوصول إلى العقبة عن طريق العراق وفى الثامنة والثلث مساء قاموا بالسباحة والغطس حتى منتصف الليل. وقاموا بتلغيمهما وبدأت الانفجارات تدوى فى إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذى الهجوم ولكنهم وصلوا بنجاح إلى الشاطئ الأردنى.. ووصلت معلومات بأن ناقلة الجند يتم إصلاحها فى الميناء فتم وضع لغمين كبيرين أسفل الرصيف الحربى فى 14 مايو 1970..وانفجر اللغمان صباح وبعد ظهر15 مايو وادى الإنفجار إلى تدمير الرصيف الحربى لميناء إيلات.. دائما وأبدا تحيا مصر ويحيا أبطالنا البواسل فى البر والبحر والجو ورحمة الله على شهدائنا الأبرار.