فى الصميم

رسائل حول السد..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

كنت أتمنى أن تسمح الظروف بأن يصحب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى زيارته الحالية لامريكا، وزير الرى والموارد المائية. وأن يشارك فى لقاءاته وخاصة مع رئيس البنك الدولى وأعضاء الكونجرس وبعض كبار المسئولين الأمريكيين.
حضور وزير الرى مثل هذه اللقاءات كان سيعطى رسالة هامة للجميع بأولوية قضية سد النهضة، وبأهمية ان يقف العالم مع الحل العادل الذى يضمن حقوق مصر فى مياه النيل، ويحقق ـ فى نفس الوقت ما نرجوه لاثيوبيا ولكل دول حوض النيل من تنمية وتقدم.
موقف البنك الدولى هام جدا فى القضية، وقد سبق لمصر أن اقترحت مشاركة فى المفاوضات ورفضت أثيوبيا، ومع ذلك تبقى شهادته حاسمة فى التطورات القادمة أيا كانت. وكذلك يبقى الموقف الامريكى فى حاجة لعمل متواصل مع جميع المؤسسات الامريكية لتطوير الاعلان الاخير بضرورة التوافق بين كل الأطراف حول سد النهضة حتى لايضار أى طرف.
وقد كان جيدا أن تستدعى وزارة الخارجية سفراء الصين والمانيا وايطاليا لابلاغهم استياء القاهرة من استمرار شركات تتبع دولهم فى العمل بالسد، وهو ما ينبغى أن يتوقف حتى يتم الاتفاق بين الاطراف الثلاثة «مصر واثيوبيا والسودان» على حل الخلافات بشأن السد وفقا للقوانين الدولية وبما يحفظ حقوق ومصالح كل الأطراف.
وأظن أن على الدول العربية الشقيقة أن تبعث برسالة مماثلة إلى الدول الثلاث تضم فيها صوتها لمصر، وتلوح فيها بتأثير موقف هذه الدول على العلاقات الاقتصادية بينها وبين العرب.
نحن نسابق الوقت، ولانريد للموقف ان ينزلق إلى الاسوأ، وعلينا أن نبذل كل الجهد لتكون القضية واضحة امام العالم كله، ولتصل رسالتنا التى لاتبغى الاضرار بأحد وانما تريد الخير لنا وللجميع، وترفض أن يتم فرض الأمر الواقع أو أن يتم تشغيل السد قبل الاتفاق الذى يحفظ حقوق كل الاطراف.