السوشيال ميديا.. وسيلة الأمير و«عهر الغفير»

الأمير هاري والمغني إد شيران
الأمير هاري والمغني إد شيران

عالم السوشيال ميديا عالم مترامي الأطراف لا حدود له معلومة، عندما ظهر جهاز «المسرة» أو التليفون  بلغة العصر الجديد على يد الإيطالي «أنطونيو ميوتشي» الذي أثبت مع الأيام أنه سبق «ألكسندرجرهام بيل»، في هذا الاختراع تم توثيق السبق له، وقالوا إن العالم أصبح قرية صغيرة.

 
وأمام جنون السرعة التى تعيشها السوشيال ميديا، لم يعد العالم ذلك القرية الصغيرة، بل أصبحنا نعيش كلنا في غرفة واحدة معا، نخترق حياة بعضنا البعض بلا استئذان، هناك من يستخدم هذا السلاح الفتاك لخدمة البشرية وآخر يتلقاه ليصل إلى أغراضه.


بالأمس القريب خرج علينا الأمير هاري حفيد ملكة بريطانيا، والمغني إد شيران، الحائز على جائزة جرامي، بمقتطف نشر على حسابه بـ«إنستجرام» ليتوجا معا جهودهما المشتركة في حملة تشغل اهتمامهما بشدة، تتعلق بالصحة العقلية للإنسان.


المقطع الذي بثه هاري، يكشف للوهلة الأولى أن الطرفان يتحدث كل منهما في اتجاه، ويدرك هاري الأمر بعدما أوضح شيران وجهة نظره قائلا: «كما تعرف.. النكات والتعليقات البذيئة.. أعتقد أن الوقت حان أن نقف ونقول إننا لن نتحمل ذلك بعد الآن.. أصحاب الشعر الأحمر.. وسنكافح».

 

يبدو على هاري الإحراج فيقول: «حسناͧ!، هذا غريب بعض الشيء»، فيوضح أنه لا يتحدث عن التمييز ضد «أصحاب الشعر الأحمر»، بل عن اليوم العالمي للصحة العقلية.. ويستوعب المطرب الذي يجلس على جهاز الكمبيوتر ويمسح عبارة «اتحدوا يا أصحاب الشعر الأحمر»، ويبدلها بعبارة أخرى يدعو الناس إلى مساعدة أي شخص قد يكون يعاني من مشكلة تتعلق بالصحة العقلية..  وينتهي الفيديو.

 
هذا المقطع الصغير بين هارى، وإد شيران، السلوك الراقي والمتحضر لكليهما، وعزوفهما عن قضيتهما الشخصية «أصحاب الشعر الأحمر»، التى يتألمون بسببها، إلى قضية عامة أهم يعاني منها ألوف غيرهم.. هذا التصرف يوضح إنكار الذات وهي سمة إيجابية، لكونها فضيلة فوق طاقة البشر، وترجع إلى نوع الثقافة والتربية التى يتلقاها الإنسان في بداية حياته.

 
وعلى الجانب الآخر نجد من يستخدم «السوشيال ميديا»، وسيلة لإصراره على الوجود تحت الأضواء حتى وإن جاءت صورته «كمهرج» أمام العالم أجمع، فعلى سبيل المثال افتعل ذلك عن قصد المدعو محمد علي، الذي «هبط» على الوسط الفني بأمواله عشقا في الأضواء؛ وأنتج فيلما تكلف 25 مليونا والعهدة عليه! لينتهي بفشل ذريع.

في مهرجان القاهرة الذي كنت ضمن حضوره، عرض فيلم الفنان المغمور، فكان رد فعل الجمهور الخروج من القاعة.. كان على رأس الحضور الكاتب وحيد حامد الذي بادر بترك قاعة العرض بعد مرور أول 10 دقائق من الفيلم، وكنت أنا ثاني الخارجين من القاعة بعدها توالى الجمهور في التسابق للخروج.

 

دائما يعيش في الظل يبحث عن الخروج إلى الأضواء مهما كلفه الأمر مهرجا كان أو فنان أو حتى «غفيرا» ليرتدي في المطاف ثوب الثورية علها تفلح هذه المرة نهاية المطاف.. هذا المدعو محمد علي نرجسي الطباع، لم يتحمل ألا يكون محط أنظار الجميع واهتمامهم، بعدما كان قبل خمسة عشر عاما لا يحلم أن يصبح فى تلك المكانة التى وصل إليها، فلجأ إلى السوشيال ميديا. ليكون «المهرج» الذي تسخر منه الملايين.