فوق الشوك

حروب الجيل الرابع

شريف رياض
شريف رياض

حديث الرئيس السيسى فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة يوم الأحد الماضى تناول قضايا عديدة.. لكن أهم ما استوقفنى وأرى أنه يحتاج توضيحا وتأكيدًا مستمرًا من الإعلام قوله «التحدى الحقيقى الذى يواجه مصر هو تماسك شعبها وعدم خروجه ضد دولته.. لا يوجد تحد يؤثر فى مصر ومستقبلها إلا أن يأكل المصريون بلدهم ويقوموا بالدور الذى يتمناه من يتآمرون ضدنا.. أى حاجة سهلة إلا أن تهدموا يا مصريين بلدكم.. هم يسعون لانتصار بلا قتال بدفعنا لأن نهدم بلدنا واحنا مش واخدين بالنا ولا نقدر عواقب ما نفعل».
أقول هذا لأننى بدأت فى الشهور الأخيرة أهتم بمتابعة كل ما يكتب أو يقال عن حروب الجيل الرابع التى تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها لتحقيق أهدافها والتى غالبا ما تنحصر فى اثارة الفتنة والانقسامات بهدف تأليب الشعوب ودفعها للثورة على حكامها ليتحقق فى النهاية الهدف الأخطر لهذا الجيل من الحروب وهو إسقاط الدول تمهيدًا لتقسيمها إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها واخضاعها لسيطرة الدول الكبرى فى العالم.
ما قرأته وما شاهدته من فيديوهات توضح إلى أى مدى أصبح الإنسان ومن خلال الموبايل الذى يحمله ليل نهار تحت سيطرة مخططى هذه الحروب بعدما أصبحت كل المعلومات- وأكرر كل المعلومات- عن أى شخص فى العالم متاحة بمنتهى السهولة أمام كل الأجهزة والجماعات التى تخطط لتصعيد هذه الحروب وفى مقدمتها أجهزة الاستخبارات والجماعات الإرهابية.
قرأت وشاهدت كيف يتم تقسيم الشعوب إلى شرائح عمرية - حسب السن- وفئات مجتمعية - طبقا للدخول ومستوى المعيشة- لصياغة الرسائل التى توجه لكل شريحة أو فئة بما يسهل التأثير عليها لاحداث حالة من عدم الرضا ودفعها لاشعال الموقف واحداث الفوضى والثورة على النظام الحاكم.
ربما لأننى على قدر من الثقافة والعلم وبما يتوافر لى ككاتب صحفى من معلومات أستطيع بسهولة تقدير خطورة ما تواجهه مصر من تهديدات من خلال حروب الجيل الرابع لكن الغالبية العظمى من العامة لا يستطيعون إدراك الخطورة بنفس القدر.. وهنا يأتى دور الإعلام الذى يجب أن يتحمل مسئوليته فى الوصول إلى كل الفئات المجتمعية لتوضيح ما المقصود بحروب الجيل الرابع. وكيف تدار لتحقق أهدافها وكيفية التصدى لها.. وهنا لابد من الاشارة بكل التقدير للحوارات الإعلامية التى يتحدث فيها د. محمود علم الدين استاذ الإعلام وعضو الهيئة الوطنية للصحافة لتوضيح خطورة حروب الجيل الرابع وتوعية فئات المجتمع المختلفة خاصة الشباب بطرق مواجهتها.
لكن مجهود د.محمود علم الدين وحده لا يكفى ولابد أن يتوسع الإعلام «صحافة وإذاعة وتليفزيون»، فى اجراء الحوارات مع مختلف خبراء الإعلام وخبراء تحليل البيانات والمعلومات المغلوطة التى تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. الحرب التى نواجهها تستوجب هذه الصيحة الإعلامية فى أسرع وقت.
رسالة طمأنة
حديث الرئيس بعث أيضا برسالة مهمة جدًا عندما أكد أن جيشنا قادر وتم الانتهاء من تطوير تسليحه على أعلى مستوى رغم أننا لم نعلن عن ذلك حتى لا نعطى رسالة خاطئة وترتيبه على مستوى العالم متقدم جدًا ومع ذلك فمصر لم تكن ولن تكون أبدًا دولة معتدية ولا تتدخل فى شئون الدول الأخرى.
وأضاف الرئيس مؤكدًا: لن يحدث أى تدخل فى مصر إلا بضعفنا.. لكن بقدرة جيشنا لن يحدث ذلك- وهو محق بالطبع- واختتم الرئيس هذه الرسالة بقوله «طب حد يفكر كده يقرب من مصر!».
رسالة الرئيس حملت طمأنة لكل من يتخوف من المستقبل.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي