انتباه

ابناؤنا بالخارج يستطيعون

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

الاهتمام بالمصريين فى الخارج يجب ألا يكون موسميا، ثمة ضرورة لتشكيل آلية دائمة لربطهم بالوطن وهمومه وطموحاته.
وزيرة الهجرة أنجزت مهمتها من خلال إطلاق سلسلة مؤتمرات «مصر تستطيع»، لكن عبء استثمار ثروة الوطن وراء الحدود، لابد أن يحظى بصياغة استراتيچية شاملة ذات ديمومة، تغطى ما بين الانعقاد الدورى سواء ما يتعلق بتكليفات لذوى الخبرة يسهرون على انجازها حيث هم، أو تنظيم لقاءات ربع سنوية لبعض من يحتاج الوطن لعطائهم المستمر، ولا أظن أن مصريا يمكن أن يبخل على بلده إذا ما وجهت له النداء، يقينًا سوف يلبيه دون أى حسابات ضيقة، حتى وإن تطلب ذلك قدرا من التضحيات.
ولعل احتكاك أصحاب الخبرات المتنوعة -كل فى مجاله- بالتجارب الرائدة والمتميزة فى دول المهجر، يمثل رافدا متدفقا بلا توقف، فإذا ما تم توجيهه فى المسار الصحيح، فإن ثمة مشاركة متميزة فى بناء تجربة ثرية للنهوض بالوطن، بل ووضعه فى المكانة التى تتناسب مع قدره وتاريخه، والأهم أن يكون ذلك بمثابة رافعة قوية نحو المستقبل الأرحب والأفضل.
مصر فى هذه اللحظة تحتاج لجهود كل أبنائها المخلصين، وتتطلع أكثر من أى وقت مضى إلى مساهمة عقول وسواعد الجميع -فى الخارج كما فى الداخل- فى عملية التنمية، وفى تطوير كافة مسارات العمل الوطنى، وعلى كل الأصعدة، وهى مهمة صعبة ومركبة تتطلب تواصلا ودأبا، لا أظن أن المصريين بالخارج يترددون فى بذل أقصى ما يستطيعون لإثراء وطنهم بشكل متواصل.
مد الجسور مع المصريين فى الخارج مهمة شاقة، لابد أن تكون محل اهتمام كافة المؤسسات، ولا يجب أن تقتصر على مسألة نقل الخبرات أو ضخ الاستثمارات فحسب، ولكن يجب أن تمتد الى الاستفادة من أصحاب العقول المتميزة -خاصة فى مجال العلم والتكنولوچيا- لتشمل كل القطاعات دون استثناء، وذلك أمر ليس باليسير، إذ يتطلب تضافر الجهود على مستوى الدولة من جانب، وإقبال أبناء مصر فى الخارج على التجربة بحماس يكفل إحداث نقلة نوعية فى جودة الحياة لوطنهم ومواطنيهم، وبناء مستقبل أجمل لاحفادهم.