عطر السنين

ضد الشريعة

ميرفت شعيب
ميرفت شعيب

من المعروف عن إيران أنها من الدول المتشددة فى تطبيق الإسلام ولذلك كان غريبا أن يناقش فى البرلمان مشروع قانون يبيح للمسلم أن يتزوج من ربيبته وهى الطفلة التى ربيت فى بيته وغالبا ما تكون فى سن الطفولة أى حوالى 13 أو 14 سنة وهو ما تحرمه الشريعة الإسلامية فقد نزل القرآن الكريم محددا الفئات التى يحرم على المسلم الزواج منهن مثل الأم والأخت والعمة والخالة وبنت الأخ وبنت الأخت والأخت فى الرضاعة وابنة الزوجة لو كان قد دخل بالأم فإن لم يكن قد دخل بالأم فيمكنه الزواج من الابنة، ولكن يحرم عليه الزواج من الابنة التى تبناها وتربت فى بيته لأنها تكون فى مقام ابنته التى رباها طفلة ونشأت أمام عينيه وفى رعايته، فكيف يمكن ان يتزوجها حتى لو كبرت وصارت على مشارف الشباب..إن هذا ضد الطبيعة وضد المنطق الإنسانى وضد أحكام الشريعة التى رضى بها كل مسلم، اما الاحتيال على هذه الأحكام والالتفاف حولها فهو حرام لأنه يسيء إلى المجتمع ويخلط الأنساب ويثير الضغينة والكراهية بين ابناء الأسرة الواحدة، وتلك هى اهداف هذا الحكم القرآنى الجليل الذى يهدف إلى حماية الأسرة ككيان ولبنة أولى لبناء المجتمع الصالح. ولكن فى ايران حيث نظام الملالى المتشدد وحيث تقهر المرأة وتسلب حقوقها نجدها ايضا فى سبيلها لفقدان المزيد من الحقوق بالسماح للرجل بالزواج من ربيبته. ونتمنى ان يقف المجتمع الإيرانى ضد هذا القانون المخالف للشريعة خاصة أن زواج القاصرات فى ايران بلغ نسبة كبيرة لا يمكن التغاضى عنها، فبدلا من تشجيع الفتيات على الالتحاق بالمدارس وتنمية عقولهن يدفعونهن دفعا نحو الزواج والإنجاب، ولا شك ان الأم المتعلمة تربى أبناء أفضل من الأم الحبيسة فى منزلها التى لا تعرف عن العالم شيئا إلا ما يسمح به نظام الملالى الذى يحكم قبضته على الشعب الإيرانى وكان الأفضل بالنسبة لدولة كبرى فى مجال السلاح النووى أن تعطى شعبها مزيدا من الحريات ليمارسوا السياسة وأن يسمحوا بالاجتهاد فى تطبيق الشريعة الإسلامية دون تشدد حتى تعطى صورة حسنة عن الإسلام الذى يتعرض لهجمة شرسة فى الدول الغربية وأمريكا حيث يربطون بين الإسلام والإرهاب تلك الدول التى بدأت تذوق من وبال الإرهابيين الذين رعتهم وفتحت لهم دولها ثم انقلبوا عليها..خواطر حول خبر السماح للمسلم من الزواج من ربيبته فى ايران.