حبر على ورق

قلوبنا تبكى.. سوريا ولبنان

نوال مصطفى
نوال مصطفى

استيقظ صباح الإثنين لأجد الأخبار تفجعنى بنبأ عن حرائق تجتاح لبنان، انزعج بشدة مثلى مثل ملايين العرب فى كل قطر عربى. وأردد داخلى «لبنان يا ست الدنيا يا لبنان». ما الذى يحدث ولماذا؟ هل هو غضب الطبيعة من أفعالنا نحن بنى البشر؟ قالوا الاحتباس الحرارى الذى يهدد العالم كله، وقالوا ارتفاع درجات الحرارة أدت إلى حرائق فى الأشجار ومساحات واسعة من الغابات.
الموقف مقلق، مئات الحرائق تشتعل فى يوم واحد، وهناك ضحايا.. صحيح أن عددهم قليل حتى الآن.. لكن الظاهرة فى حد ذاتها تدعو للقلق. الاحتباس الحرارى الذى أصبح مصطلحاً تقام حوله مؤتمرات وندوات فى العالم كله.. ويجتمع قادة العالم ليبحثوا عن حلول له، لا تخرج إلى أرض الواقع أبداً، بل تظل شعارات وتوصيات معلبة، جامدة.
هذا الموضوع آن له أن يأخذ ما يستحق من اهتمام كل إنسان يعيش على هذا الكوكب فهى قضية كونية نتشارك فيها جميعاً 7 مليارات بنى آدم يعيشون على الأرض. انخلعت قلوب العالم قبل أقل من شهرين عندما اشتعلت النيران فى غابات الأمازون بالبرازيل فى الجانب الآخر من العالم، واليوم يتكرر المشهد فى بيروت عروس المدائن. يحترق من غاباتها أجزاء من قلوبنا وذكرياتنا. اليوم أصبح الموقف مخيفاً فى العالم كله، يدعو لمواجهة حقيقية تخرج من القاعات المكيفة للمؤتمرات والندوات لتعيش المشكلة على الأرض، وتبحث عن حلول عاجلة لها.. خطط على المدى القصير، وأخرى على المدى الطويل لعلاج مشكلة الاحتباس الحرارى الذى يهدد البشرية. قلوبنا معك يا لبنان.. ملايين العرب يصلون من أجلك.
>>>
وكأنها اللعنة أصابت بلاد الشام، فها هى سوريا تشتعل فيها حرائق من نوع آخر، أشد فتكاً ووحشية، الحرب تأكلها منذ 8 أعوام، وتمر ثمانية أيام بالتمام والكمال على العملية الغادرة التى يقوم بها الجيش التركى فى شمال سوريا، لقى خلالها 69 مدنياً حتفهم فى هذا الغزو والعدوان، وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن القتال الدائر فى شمال سوريا أدى حتى الآن إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص من ريف رأس العين وتل أبيض، حيث نزحوا إلى مدن وبلدات بعيدة نسبياً عن القتال الدائر حيث تم إيواؤهم فى مدارس. والمتوقع أن يصل الرقم إلى 400 ألف نازح.
الغريب فى الأمر؛ أن منظمة أطباء بلا حدود أوقفت الأكثرية العظمى من نشاطاتها الطبية التى تقوم بها فى شمال شرق سوريا، وأجْلتْ طواقم عملها الأجنبية من المنطقة، لأن الحالة الإنسانية ـ بحسب بيان المنظمة - قد خرجت عن السيطرة، وتوجهها نحو الأسوأ فى الأيام المقبلة.
واعتبر رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب أن تركيا والولايات المتحدة تتحملان مسئولية كبيرة جداً إزاء ما آل إليه الوضع فى شمال شرق سوريا، وفى المنطقة بشكل عام، آسفاً لأن الفترة الأخيرة شهدت صدور «قرارات كارثية».
فوق كل هذا، تحاصرنا مواقع التواصل الاجتماعى بفيديوهات ومشاهد دموية لكتائب وفصائل تابعة للجيش التركى ترتكب مجازر دموية وإعدامات ميدانية للأكراد وهى «جرائم حرب» يجب التحقيق فيها دولياً ومحاكمة من تسبب فيها ومن قام بها، كما تطل علينا وجوه لسيدات فقيرات معدمات وأطفال أبرياء من الأكراد يبكون ويلات الحرب الوحشية التى يعيشونها، ومشاهد القصف الجوى والمدفعى التى تزرع الرعب والخوف فى قلوبهم. رحمتك يا رب بأهل الشام فى سوريا ولبنان.