وصلة كلام

١٦ سنة .. تكفى !

نبيل التفاهنى
نبيل التفاهنى

اهتزت قلوب الملايين وهم يتابعون الجريمة المروعة لمقتل شاب لا يتجاوز ١٧ عاما على يد زملاء له فى نفس عمره طعنا بعد محاولته الدفاع عن فتاة ومنع الجناة من معاكستها وبنفس الطريقة وقعت فى بورسعيد خلال أقل من شهر ثلاث جرائم راح ضحيتها شباب فى جرائم سرقة ومشاجرات بالسلاح الأبيض والحمد لله أن الشرطة توصلت للجناة فى جميع الجرائم ولكن الأمر يقترب من أن يكون ظاهرة مفزعة نتمنى ألا تتفشى فى المجتمع ولابد أن نكون أمناء مع أنفسنا ونحدد أسباب هذه الظاهرة والمسئولين عنها وأقول إن الأسرة والتربية هى أولى محطات الانفلات إن لم تحسن تربية أبنائها وكثير من الأسر لا تعرف عن أبنائها شيئا من يصاحبون وأين يقضون أوقاتهم خارج المنزل وحتى إذا كانوا ملتزمين فى مدارسهم من عدمه، اخرجوا إلى المتنزهات والكافيهات وأندية الفيديوجيم فى الصباح وشاهدوا آلاف الطلاب والطالبات (المزوغين) من المدارس والتى تعتبر الكيان الثانى المسئول عن حالة الانفلات التى وصل إليها الكثير من الشباب،  ويأتى بعد ذلك الإعلام والفن الذى يقدم نماذج تافهة وسيئة للبلطجية ويجعل منهم أبطال ويتأثر بها الكثير من الشباب صغير السن وللأسف وأقول للأسف أن مهمة التربية الدينية للاجيال غير مؤثرة فى الجيل الحالى، هل لأننا لم نعوض عمالقة كانت كلمتهم لها مفعول السحر لدى الشباب والكبار والصغار أم لأن الخطاب الدينى حاليا لم يعرف حتى الآن كيف يصل إلى عقول وقلوب الشباب؟ انا شخصيا ومنذ سنوات حضرت كثيرا من خطب الجمعة والدروس الدينية. لا أكاد أتذكر كلمة واحدة منها لأنها خرجت من موظفين وليسوا دعاة إلا ما رحم ربى.
 وأجدنى أعود مسرعا للبحث فى تراث العمالقة من الأئمة السابقين والقضية خطيرة وتتعلق بإنقاذ جيل بل أجيال  وآن الأوان لقوانين صارمة وعلى مجلس النواب أن يسارع فى إقرارها وأولها قانون خفض سن المسئولية الجنائية للأطفال من ١٨ إلى ١٦ سنة كما كان لوقف الانفلات والبلطجة وأخيرا المؤسسات الدينية. أسأل الله أن يهيئ لها قيادات ودعاة يكون لديهم من الحجة والعلم والأمانة فى أداء المهمة لتصل كلماتهم إلى قلوب قبل عقول كل الناس وأولهم الشباب.