فى الصميم

«سنتر» أو «مدرسة».. ليست هذه هى القضية!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

سارعت وزارة التعليم بالتحرك بعد نشر وسائل التواصل الاجتماعى معلومات حول «مدرسة» تعلم الأطفال التطرف، قالت الوزارة إن الواقعة تخص أحد «السناتر»، وليس فى مدرسة. وأن الوزارة لا علاقة لها بهذا «السنتر»، وأن إجراءات تتم لإغلاقه!!
لكن القصة أبعد من تبرئة الوزارة أو عدم مسئوليتها. فإذا لم نكن أمام مدرسة رسمية، فمن المسئول عن وجود «السنتر»، ورقابته هو أو غيره من آلاف «السناتر»، التى  تنتشر فى ربوع مصر؟!
ثم.. هل المدارس المرخصة التابعة للوزارة أو لغيرها من الهيئات قد تطهرت من هذا الوباء؟ وهل الجهود التى بذلت بلا شك خلال الأعوام الماضية هى ما نأمله وما تتطلبه معركتنا ضد الفكر المتطرف؟
بعيدا عن مدارس الأثرياء التى تعكس بدورها الهوة الكبيرة بين أبناء الوطن، سوف نجد أطفالنا يتكدسون فى مدارس تحتاج للكثير من العناية والدعم والإصلاح. وسوف نجد أطفالنا يتعرضون للإرهاب الفكرى حين يطلب من طفلة فى الخامسة أن تضع الحجاب، وحين يتلقى أطفالنا فى الكثير من الحالات العلم على أيدى من لا علاقة لهم بالعصر، ولا إيمان لهم بالعلم أو بالوطن!!
ربما نكون قد استعدنا معظم منابر المساجد من أيدى المتطرفين، لكنهم مازالوا يعششون فى المدارس والمعاهد ومازال حجاب الوجه والعقل مسموحا له أن يفرض وجوده فى تعليم أطفالنا أن يكرهوا «الآخر» وأن يعادوا العقل وأن يجنحوا للتشدد.
القصة ليست فيما إذا كنا أمام «سنتر أو مدرسة»، وليست فى إعلان البراءة، بل فى تحمل المسئولية التى نعلم جيدا أنها أكبر من  أى وزير أو مسئول بمفرده، لأنها مسئولية الدولة بكل أجهزتها، ومسئولية المجتمع حين يحشد كل جهوده من أجل استئصال الفكر المتطرف من المنبع، ومن أجل توفير تعليم أساسى جيد وموحد «وضعوا مائة خط تحت كلمة موحد»، لكل أبنائنا يخضع تماما لإشراف الدولة ولقوانين تمنع التطرف من أن يجد مكانا فى كل العملية التعليمية.
ليست القضية أن نثبت براءتنا، بل أن نتحمل جميعا المسئولية، ونبدأ المواجهة.