فى الصميم

قاطعوا تركيا..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

أدانت أوروبا العدوان التركى الغاشم على سوريا الشقيقة، لكنها لم تستطع فى الاجتماع الأخير لدول الاتحاد الأوروبى ان تتخذ القرارات الخاصة بفرض العقوبات على تركيا، لأن هذه القرارات تستلزم الإجماع، ولأن المجر وبريطانيا تحفظتا لأسباب مختلفة!!
ومع ذلك فان معظم دول أوروبا بادرت بصورة منفردة باتخاذ قرارات تمنع تصدير السلاح لتركيا. وحددت موعدا سريعا لاجتماع آخر لدول الاتحاد الاوروبى لمراجعة الموقف بشأن سوريا من ناحية، ولتوقيع عقوبات إضافية على تركيا بشأن جريمتها الأخرى التى تقوم بها من خلال البلطجة فى البحر المتوسط والتنقيب عن الغاز فى مياه قبرص الإقليمية.
الجامعة العربية مقيدة ايضا بقاعدة «الإجماع» وقد تسبب تحفظ دويلة قطر مع الصومال فى منع اتخاذ قرارات حاسمة فى الاجتماع الاستثنائى الذى عقد قبل أيام بدعوة من مصر لمواجهة الغزو التركى لأرض سوريا!!
ومع ذلك.. فما الذى يمنع من ان تبادر الدول العربية بالسير على المنوال الذى اتبعته مصر حين خفضت التمثيل الدبلوماسى مع تركيا منذ افتطاح دورها فى التآمر ضد مصر والعرب؟.. وما الذى يؤخر أى دولة عربية فى اتخاذ باقى الاجراءات التى أشار بيان الجامعة العربية إلى النظر فى اتخاذها؟!.. بدءا من المقاطعة الاقتصادية وايقاف الاستثمار، وحتى تقديم النصح للمواطنين العرب بعدم السفر الى تركيا أو التعامل معها فى مجالات السياحة والمبادلات التجارية وغيرها؟!.
الاقتصاد التركى ينهار وسوف تزداد أحواله سوءا مع قرارات أمريكية بإلغاء العديد من المزايا التى كانت تعطيها للبضائع الامريكية، مع إجراءات عقابية أخرى من أوروبا وأمريكا ينتظر اتخاذها خلال ايام.. ولا ينبغى للدول العربية أن تكتفى بالادانة ، ولا يمكن لمواطن عربى ان يساعد اقتصاد تركيا وهى تواصل غزوها لسوريا وعداءها للعرب.
ستحاول تركيا ان تقدم كل الاغراءات والتسهيلات لكى يبقى لبضائعها مكان فى الاسواق العربية، فليكن الرد حاسما والمقاطعة شاملة ولنترك أردوغان وحيدا (مع قطر وعصابة الإخوان) يواجهون مصيرهم.