حكايات مصرية

قصة الملكة حتشبسوت:معبد الدير البحرى

زاهى حواس
زاهى حواس

مازلنا نتحدث عن هذه الملكة العظيمة حتشبسوت والتى يعنى أسمها «المتحدة مع آمون فى مقدمة النبيلات». وقد بنى المهندس العبقرى سنموت أعظم متاحف مصر وهو معبد حتشبسوت أوالدير البحرى. يقع هذا المعبد على الشاطئ الغربى لطيبة وفى واجهة منطقة معابد الكرنك. وقد أمرت الملكة حتشبسوت ان يقام معبدها فى هضبة جبل شامخ شمال مقبرة الملك منتوحتب الثاني، ويعتقد ان سنموت هو الذى اختار هذا المكان الفريد لبناء المعبد وخاصة أنه أشرف على تشييد المعبد متأثرا بنظام الشرفات التى شاهدها فى مقبرة الملك منتوحتب.
وقد أطلق على هذا المعبد فى عهد الملكة حتشبسوت اسم «قدس الأقداس آمون» وفى عهد الرعامسة اسم «البقعة المقدسة» وفى القرون الميلادية أطلق عليه أسم «الدير البحرى» حيث استخدم الأقباط هذا المعبد كدير لهم.
وسوف نجد ان أغلب مناظر هذا المعبد قد شوهت واعتقد البعض ان السبب المباشر هو عداء سياسى من قبل الملك تحتمس الثالث ابن زوجها وقد حاول الانتقام من الملكة لأنها استطاعت ان تخلعه من العرش لصغر سنه ولذلك فقد أمر أتباعه بتحطيم تماثيلها وكشط أسمائها وتشويه صورها. وقد اتضح لنا خطأ هذه النظرية لأن الملكة حتشبسوت لم تقتل على يد الملك تحتمس الثالث، بل ماتت بسبب مرض السرطان بالإضافة إلى ان مقصورة الكرنك الحمراء تشير إلى أن تحتمس الثالث قد شاركها فى الحكم وتزوج من ابنتها لذلك لم يكن هناك أى عداء تجاه الملكة التى استولت على العرش لإنقاذ الامبراطورية ولذلك يعتقد أن الذى قام بتدمير آثارها وتماثيلها وإزالة اسمائها من على المعبد هو الشعب نفسه لأن العدل الإلهى لدى الفراعنة هو أن الرجل هو الذى يتولى منصب الفرعون وليس المرأة ولكن المرأة لا يمكن أن تحكم. ولا يمكن للرجل أن يحكم بدون المرأة.
ولذلك فقد أخطأت حتشبسوت عندما تولت دور الفرعون ورغم محاولة الكهنة مساعدتها فى إعلان المولد الإلهى للملكة وكيف أن الإله آمون هو والدها ولذلك أصبح من حقها تولى الحكم ورغم ذلك لم تقنع الشعب ولذلك قاموا بتدمير آثارها فى نهاية حكم الملك تحتمس الثالث وبداية حكم ابنه أمنحتب الثاني.
وهناك رأى آخر أيضا أن هناك عداء دينيا من قبل الملك إخناتون والذى أعلن وجود قوة الإله آتون خلف قرص الشمس لذلك فقد قام بثورة دينية ضد الإله آمون وكهنته والآثار التى تحمل اسمه. وأعتقد أن السبب الأول هو الأكثر قبولا وهو أن الشعب هو الذى قام بذلك ونحن نعرف أن هناك حوالى 4 ملكات فقط وهن اللواتى حكمن مصر، ثلاث منهم حكمن مصر خلال عصور الاضمحلال ولم يكن لهن تأثير دينى أو سياسى ولكن حتشبسوت هى التى تولت خلال عصر مصر الذهبى وهو الدولة الحديثة.