بعد قضية «شهيد الشهامة».. تعرف على العوامل النفسية لـ«جرائم الأحداث»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثارت واقعة مقتل الشاب محمود البنا، المعروف بـ"شهيد الشهامة"، والذي لقي مصرعه دفاعا عن فتاة قام الطالب "محمد راجح" بمغازلتها ومحاولة التحرش بها، جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يدق ناقوس الخطر على المجتمع المصري، بظهور مثل هذه النوعية من جرائم الأحداث.

 

وجاء تعليق د.عاصم عبد المجيد حجازي مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن الذي لفت نظره في الحادث أن الضحية والقاتل كلاهما في مقتبل العمر وتحديدا في العقد الثاني وهي فترة حرجة في النمو الإنساني، وتحتاج إلى عناية شديدة من قبل الأسرة.

 

وأوضح د. عاصم عبد المجيد أنه في الحقيقة هناك العديد من العوامل التي تسبب ظهور جرائم الأحداث أهمها:

 

التنشئة الاجتماعية السيئة

التنشئة الاجتماعية السيئة حيث تربي بعض الأسر طفلها على أن يأخذ حقه بنفسه وأن الاحجام عن أخذ حقه بيديه يعتبر جريمة ينبغي أن يتم عقابه عليها , فيتم تربية الطفل على القيام بدور القاضي والجلاد، ومع مرور الوقت تصبح هذه الصفات متأصلة في شخصيته بحيث يقوم بإدارة مشكلاته بنفسه دون الرجوع إلى مصدر سلطة أعلى، ودون اعتبار لقواعد وقوانين المجتمع.

 

دور الأسرة

 

تعمل الأسرة على تقديم النصح للأبناء بأن يكونوا على خلق وأن يلجأوا إلى الأسرة لحل مشاكلهم، ولكن هذا النصح يأتي في سياق غير مرغوب فيه لأن الأسرة تقدمه بصورة غير مقبولة للطفل وهو ما يأتي بنتائج عكسية في الغالب حيث أن التكرار الممل والصوت المزعج العالي وادعاء الفضيلة وشيطنة الطفل وغيرها من الأسباب الكثير التي قد تؤدي بالطفل إلى عدم قبول النصيحة وتعمد فعل العكس.

 

بالإضافة إلى أن الطفل في هذه الحالة يلجأ إلى تبني آراء واتجاهات آخرين أكثر حنكة في تسويق آرائهم واتجاهاتهم فيقبلون منهم أنماطهم السيئة فقط لأنهم أحسنوا تقديمها.


النمذجة في تشكيل سلوك الطفل

 

ومن العوامل الهامة أيضا الدور الذي تقوم النمذجة في تشكيل سلوك الطفل ومصدر هذه النمذجة بلا شك متعدد فقد تكون النماذج التي تحظى بالقبول لدى الأسرة والمحيطين بالطفل هي نماذج تتبني العنف دائما كحل في تصفية خلافاتها وقد تكون هذه النماذج من الأسرة أو من المحيطين أو من بعض وسائل الإعلام، وهنا يجب أن نلفت النظر إلى أن التعبير عن الرضا أو التقبل لهذه النماذج ولو بمجرد إظهار الإعجاب والقبول دون إصدار تعليقات لفظية يعتبر كافيا للطفل لكي يسعي لتقليد هذه النماذج.

 

الكبت

 

هناك العديد من العوامل الأخرى على رأسها الكبت الذي يتعرض له الطفل في المنزل والمعاملة القاسية وعدم الاستماع له وعدم الاكتراث بمطالبة وعدم وجود هدف في حياته يسعى لتحقيقه فالأسرة الجيدة هي التي تنجح في أن تجعل في حياة أبنائها شيئا ذا قيمة يسعى للحفاظ عليه لأنه إذا لم يوجد ذلك الشيء كان الطريق للبلطجة ممهدا فلا شيء لدى الطفل يخاف عليه كما أن ترك الأسرة لطفلها لفترات طويلة خارج المنزل وعدم وجود حوارات عائلية نشطة باستمرار وعدم وجود اهتمامات مشتركة بين أفراد الأسرة ووجود خلافات أسرية وتدني مفهوم الذات والفشل المستمر والمشكلات الأكاديمية مثل صعوبات التعلم والتأخر الدراسي وتعرض الطفل للظلم من الوالدين أو أحد الإخوة أو الزملاء أو المعلمين دون أخذ حقه كلها من العوامل التي تؤدي إلى ظهور البلطجة بين الأحداث.

 

يجب تدارك مثل هذه الأخطاء والعمل على إصلاحها حتى يأمن المجتمع شر هذه الفواجع التي تصيب المجتمع المصري بين الحين والآخر.