أحلام مصرية جداً

من المستفيد من الغزو التركى لسوريا

نهاد عرفة
نهاد عرفة

أين المجتمع الدولى من الغزو التركى لسوريا، من هى الأطراف المستفيدة، لماذا تصمت جمعيات حقوق الإنسان الدولية على قتل الأبرياء وتشريد الآلاف؟ مجرد اعتراضات من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وروسيا وإيران، لا تسمن ولا تغنى من جوع، بل هُم يحاولون التكيف مع الغزو للبحث عن فائدة أو نفوذ، وإلا لكانوا أوقفوا هذا المتمرد الجبار المدعو أردوغان الذى تهيئ له أوهام السلطة أنه يستطيع إحياء عثمانية جديدة تجتاح الشرق الأوسط، لقد كانت سوريا جزءاً من الدولة العثمانية على مدى أربعة قرون منذ أن سقطت فى أيديهم عام 1516، شهدت خلالها سوريا تخلفاً كبيراً فى جميع المجالات، وحين انطلقت ثورتهم عام 1916 ضد الحكم العثمانى حاول الأتراك قمعها بوحشية، ونجحت الثورة السورية فى التخلص منهم عام 1918، منذ هذا التاريخ لم تنس تركيا حلمها فى التمدد العثمانى الذى كان يمتد عبر مساحات واسعة من أراضى قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، لقد انهزم الحُلم العثمانى بثورة الثلاثين من يونيو بعد أن توقع أردوغان أن مصر قد سقطت بين أياديه، فحاول إعادة الكرة مرة أخرى من سوريا بحجة حماية أراضيه على الشريط الساحلى للحدود السورية! السؤال.. لماذ هذا الصمت الدولى، وعن أى استفادة يبحثون؟ إنها الحرب الباردة التى تؤكد أنهم جميعا مستفيدون من هذا الغزو بما فيهم تنظيم داعش المتمركز على الحدود السورية الذى قد تكون الفوضى فرصة لإنعاشه وإعادة تنظيمه مرة أخرى! قد تكون الأهداف التركية المعلنة عن الغزو قصيرة المدى، إبعاد الأكراد عن حدودها وإنشاء منطقة آمنة لتوطين مليونى لاجئ سورى تستضيفهم تركيا، وحتى يتسنى لأردوغان البدء فى إعادة الحلم العثمانى، ورغم التصريحات العنيفة التى أطلقها ترامب بتدمير الاقتصاد التركى إذا ما نفذت تركيا هجومها على سوريا، إلا أنه صمت سوى من الشجب والإدانة، وجاءت تصريحات روسيا الحليفة لسوريا مثيرة للجدل بعد أن صرحت أن لتركيا حق الدفاع عن نفسها وفى تصريح آخر طالب المتحدث باسم الكرملين برحيل القوات الأجنبية عن سوريا معلناً أنه ينبغى الحفاظ على وحدة الأراضى السورية! حماك الله يا سوريا وحمى المنطقة من المطامع الدولية.