إنها مصر

محمد رمضان.. أرجوك!

كرم جبر
كرم جبر

بعد فيلم «الوردة البيضاء» بطولة الموسيقار محمد عبد الوهاب، وضع طلاب الجامعات وردة بيضاء فى عروة الجاكت، وكانوا يخاطبون زميلاتهم يا «هانم»، وصار نموذجاً يحتذى به فى الذوق والشياكة والجمال.
عبد الحليم حافظ عندما غنى لجارته «خسارة خسارة فراقك يا جارة»، كانت بنت الجيران فوق الرءوس، وكان أولاد الحتة يدافعون عنها، ويتمنى كل واحد أن يرتبط بها.
وهكذا رشدى أباظة «الرجولة والشهامة»، وأنور وجدى «العاشق النبيل»، وأحمد زكى «ابن البلد»، ومحمود المليجى «الشر على أصوله»، وتوفيق الدقن «الندالة الضاحكة».
الفن يشكل وجدان الشعوب، والفنانون كتائب استطلاع متقدمة، تغوص فى أعماق المجتمع، وتسطر ألواناً إبداعية، قد تكون رواية أو فيلماً أو أغنية أو حتى طقطوقة.
فماذا قدم لنا محمد رمضان، صاحب الشعبية الشبابية الجارفة، غير حلقة الشعر الشاذة، والسيف والمطاوى والسنج والمسدسات، والثأر بعيداً عن القانون، والبلطجة والذبح والقتل وإراقة الدماء؟
ماذا استفدنا من حبيشه وعبده موتة والأسطورة و«نمبر ون» وغيرها، وهل السعى إلى النجومية يكون باللعب على الفئات المهمشة والمدمنين والعشوائيات وأدوار الشر؟
بدأنا نجنى حصاد الشر.
مثلما ظلت أجيال متوالية تقلد إسفاف «مدرسة المشاغبين» وإهانة التعليم والمدرسين والمدرسة، وتقديم إفيهات هابطة، التقطها التلاميذ، وجعلوها لغتهم اليومية وأسلوب حياتهم.
والشر الكامن فى النفوس، لا ينتظر إلا من يعطيه إشارة البدء.
لا أريد أن أقفز فوق الأشياء وأقول إن المدمن وائل غنيم، استنسخ نموذجاً فجاً من أدوار محمد رمضان واستهدف جمهوره من سكان المقابر والعشش، فحملوا السيوف وهم موقنون أنها شجاعة وبطولات، وليست بلطجة وخزياً وعاراً.
لا أريد أن أكون قاسياً على نجم قفز فوق سلم النجومية بخطوات سريعة، وحقق معدلات هائلة من الشعبية والتميز والتفرد، ولكن الفن رسالة قوامها إيقاظ الضمير البشرى نحو الخير والجمال والخيال والمحبة والسلام، والبعد عن العنف والقبح والشر.
لا نريده نسخة مكررة من نجوم الأزمنة الماضية، فلكل عصر نجومه وقوانينه وثقافته، ولكن نرجوه أن يكون عوناً لأبناء جيله، فيأخذهم معه إلى طريق الخير، وما يفعله فيلم واحد أو مسلسل، تعجز عنه آلاف خطب الوعظ والإرشاد.
>>>
مخطئ من يتصور إمكانية إعادة إنتاج الفوضى، وحشود الميادين وحرائق المخربين واللهو الخفى وتهديد الممتلكات العامة والخاصة، والوصول بالبلاد إلى شفا 25 يناير.
أمن البلاد ليس لعبة فى أيدى العابثين والمُمولين، وأصحاب الأجندات الخاصة والتكليفات الخارجية، والمثل يقول «السم الذى لا يُميتنى يزدنى قوة»، ومصر التى لم يمتها سم الربيع العربى، أصبحت أكثر قوة وصلابة، وتعرف كيف تحفظ استقرارها وسلامة شعبها.
>>>
سؤال: هل مطلوب من الإعلام أن يصطنع حروبا مستمرة، أم حينما يحين وقت اللزوم؟