قضية ورأى

الباب العالى ووحشية إعدام امرأة

د.  مروى ياسين
د. مروى ياسين

د.  مروى ياسين

 كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان عن مشهد إعدام امرأة على خارطة الشمال السورى، تلك السيدة هى رئيسة حزب سوريا المستقبل، والتى تم إيقافها فى كمين وإنزالها من السيارة ليتكاثر عليها غُثاء البشر لِتُقتَل مراراً وتكراراً وكأنها هدف الرماية (الشاخص) بحسب المصطلح العسكرى.
إنها رسالة خسة فى مشهد مأساوى موجع على يد العثمانيين الجدد والذى يشى برسالة واحدة «إننا قادرون» والذى يذكرنى بالمشاهد الداعشية والقادرة على تصدير الخوف المعولم للجموع عبر مضخات التواصل الاجتماعي.
إن مشهد «إعدام امرأة» يرسل للرأى العام ما يوحى بأن انسحاب القوة الكبرى الفاعلة من مسرح الأحداث هو إيذان بانفجار ينابيع الدم والخسة وليست ينابيع السلام وديمقراطية التناثر. فوابل الرصاص على جسد المرأة الأعزل كأنه انفجار لقوى الشر القابعة والمتحركة، والتى تنتظر الفرصة لإدارة التوحش الناجم عن فراغ القوى،كما هو الحال فى مشهد الفراغ الناجم عن انسحاب الولايات المتحدة، والذى قد يتمثل فى عراك طائفى حاد الملامح دموى الأثر أو ميليشيات مسلحة بسلاح الدول لتعيث فساداً فى الارض. أو قد تترك مناطق الصراع نهباً لقوى إقليمية غاشمة لديها أحلام سلطوية فى إحياء الموات أو ما يطلق عليه إحياء الروابط القديمة لحلم العثمانية.
فحلم العثمانية الجديدة ما هى إلا أيدولوجيا سياسية تركية تتم من خلالها إعادة كتابة التاريخ والعودة للجذور وفقاً لهندسة الروابط القديمة واستحضار بغيض لروح دمية الرجل المريض لتودعه العثمانية الجديدة قبلة باهتة للحياة لتحقيق حلم التتريك.
كما حملت العثمانية الجديدة ذراعى القوى الناعمة والخشنة لتحمل حلم تتريك دول الجوار، وكما نعلم جميعا فإن للعمل الدرامى سطوة التدخل الناعم، فإن ذراع التتريك الناعم قد امتدت أيضا لتشمل المساعدات الإنسانية فى اليمن والصومال وكذلك التوسع فى برامج التعليم ونشر مراكز الثقافة، وتكثيف المنح العلمية فى بلاد الجوار وعبر القارة الأفريقية السمراء.
كما امتدت ذراع التتريك إلى نطاقات التدخل الخشن من خلال الهيمنة العسكرية التركية فى سوريا والعراق والسودان (قاعدة السواكن ) هذا فضلا عن وجود القاعدة العسكرية التركية بقطر.
إن المشهد العام مؤلم فتركيا تعيد هندسة المنطقة الحدودية مع سوريا وتعمل على تغيير جذرى للبنية العرقية للشعب السورى، تركيا تمارس تطهيراً عرقياً بفعل قوى إقليمية إسلامية للأسف. بل وتتعمد إطلاق المارد الداعشى ليعيث فى الأرض فساداً ليقطنوا المناطق الرمادية والحدودية لتزداد نطاقات التأثيرات المباشرة على الأمن القومى المصرى.
فلا قَدَّرهُم الله أبداً فدولة الباطل والعدوان إلى زوال ودولة الحق والقيم والشرف إلى قيام الساعة.. حفظ الله مصر وجيش مصر.
< استاذ الإعلام وزميل أكاديمية ناصر العليا