أبى.. كان هناك

محمد سعد
محمد سعد

«وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ»، هذا هو وعد الله الحق اذ فتح علينا بنصر مبين فى حرب اكتوبر المجيدة التى تمر ذكراها العطرة هذه الايام، ومما لا شك فيه أن سجل العسكرية المصرية ملىء بالبطولات والكفاح وهو الذى يبعث علينا الفخر جميعا، وأزيد عليه انتماء آخر أحمل له فى نفسى تقديرا عميقا، وهو والدي، الذى أفنى من عمره أعواما بين الابطال، كان فيها ربا لبيت من بيوت العزة والمجد، يقوم عليه خادمًا بسلاح المدفعية.


نعم والدى كان هناك بين الابطال مرابطا على الضفة الغربية بالقناة ضابطا احتياطيا بالجيش وقائدا لسرية مدفعية ميدان ثقيلة بالكتيبة 129 التابع للواء 816 هاون والمتخصص فى دك خط برليف المنيع، كان والدى رحمه الله خلال هذا الشهر من كل عام يسترجع أيام الانتصار ويشعر بالزهو وهو يقص على كل من حوله ذكريات النصر وكيف حقق مع رفاقه معجزات خلدها التاريخ ومنها ضرب نقطة كبريت الحصينة على مدار 3 أيام حتى استسلم كل من فيها.


وذكريات حصار السويس بعد ان كان والدى مصابا فى مستشفى عجرود بمقر قيادة الجيش الثالث الميدانى وفى يوم ترحيله إلى القاهرة من المستشفى علم ان قيادة الجيش تطلب ضابطا ميدانيا لقيادة مدفعين 120 ملى مرابطين فى المساكن الشعبية داخل المدينة وبمواجهة قوات شارون.
رفض أبى التوجه للقاهرة ليستكمل علاجه وتوجه لمكتب اللواء محمد سعيد الماحى قائد مدفعية السويس راجيا ومصمما أن يتولى ادارة نيران المدفعين المتواجدين داخل السويس وأمام إصراره وافق القائد وظل والدى هناك من يوم 27 أكتوبر وحتى بداية فبراير من عام 74 عقب اتمام مفاوضات الكيلو 101 والسماح بالاجازات لقوات الجيش الثالث.


وبما أن كل أيام شهر أكتوبر مجيدة وعزيزة على قلوبنا جميعا فإن احتفالنا يمتد طوال الشهر.


فى هذا اليوم تحديدا - استطاعت القوات الجوية قطع الذراع الطولى لإسرائيل، وللحق فإن سماء مدينة المنصورة من حقها أن تفخر بعد أن خلد ذكرها التاريخ وسجل باسمها أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت إسرائيل قد أطلقت غارة من 165 طائرة فانتوم وسكاى هوك لتدمير قاعدة المنصورة الجوية، واستمرت المعركة 53 دقيقة، وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات، كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوى من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائراتا هيليكوبتر، وبذلك يكون إجمالى خسائر العدو 44 طائرة.


مسك الختام :


يكفينا فخرا شهادة العالم بإنجازنا فى أكتوبر وكان منها شهادة مراسل وكالة رويترز الذى قال «دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات ومدافع وعربات إسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة وغسيلا مصريا على خط بارليف».