تربية الديدان .. تجارة وشطارة

تربية الديدان.. تجارة وشطارة
تربية الديدان.. تجارة وشطارة

أمتد هوس تربية الحيوانات إلى تربية المخلوقات الغريبة إلى الحيوانات المفترسة عند البعض وأخيرا يصل ذلك الهوس لتربية الديدان، الذي لم يكن هدفه فقط اقتناء شىء غريب ولكنه كان في بدايته للمساعدة في أعمال الزراعة وتنظيف التربة وإمداد المزارعين بسماد عضوى نقي حتى تحول لمشروع تجاري وطريقة لحياتهم.

 

 

«أعمل تاجر جملة للفواكه والخضار وأهوى الزراعة وأحب أن يخرج محصولي بشكل أفضل لذلك بدأت أبحث عن سماد عضوى غير مكلف» كلمات أطلقها محمد عبد الله عن سبب تربيته لديدان الأرض الذي اكتشف أن فضلاته تعتبر أفضل سماد عضوي، أقلهم تكلفةً على الإطلاق وهو «الفيرمي كمبوست» أو سماد الدود .. نوع محدد استخدمه عبدالله في البداية هو «دود الريد وجلر» المستورد الذي ينتج سماد عضوي يغذي النبات وينظف التربة ويعمل على إعادة هيكلتها بل وإعادة إحيائها مرة أخرى حال إنهاكها من «الرش الكيماوى»، ولأهميته كان رحلة البحث عنه شاقة نظرا لندرته فى السوق المصرى حتى تمكن من إيجاده بمركز البحوث الزراعية، ليحصل منه على 100 جم من الدود مقابل 300 جنيه لتبدأ رحلته فى تربية «الديدان».

 

4 سنوات هي عمر رحلته مع تربية الديدان التى بدأت باقتنائه بصعوبة ثم تجهيز كل ما يخص تربيته في الشرنقة التي يعيش فيها الدود مع تهيئة الظروف البيئية له وأجهزة القياس خاصة والمواد التى تساعد على نمو وتغذية الدود.

 

«السماد يساعد على التوازن البيئى وبقاء مفترسات الآفات عكس الرش الكيماوى الذى يفسد كل شيء ويضر الزرع نفسه» كلمات عبدالله عن الفرق بين استخدام الفيرمى كبوست والرش الكيماوى، مضيفًا أن السماد العضوى يوفر في التسميد المعدنى الذى يستخدمه المزارع، إذ يجعله يستخدم ربع الكمية المطلوبة، فضلا عن توفيره المادى فيتكلف الفدان مئات الجنيهات، بينما تصل تكلفة الرش الكيماوى للمساحة نفسها ما يتخطى الـ 30 ألف جنيه، مختتمًا أن المكسب المادي من سماد الدود يكون أضعافا خلال 3 أشهر فقط.

 

كما بدأ محمد هانى، مهندس زراعى رحلته مع تربية الدود منذ عام ويوضح أن هناك 4 أنواع شائعة لتلك التربية وهم «تايجر وورم، ريد ويجلر، الزاحف الأفريقى، والماليزية الزرقاء»، وأنهم يستخدمون للمساعدة في تحسين وتهوية التربة والصرف، فضلا عن إنتاجه أحد أفضل الأسمدة الطبيعية، والتخلص بسببه من المخلفات العضوية التى تكون أحد أنواع غذائه.

 

وأضاف أن تربية الديدان تحتاج إلى ظروف بيئية خاصة من رطوبة ودرجة حرارة، مع إنشاء «كومة» له فى الأرض مع فرشها بـ «قش الأرز أو الكرتون أو قصصات النجيلة» لتكون مناسبة أكثر فى المعيشة، أو استخدام أحواض من الخشب أو الأسمنت أو الطوب للتربية، مضيفًا أن للدود نظام غذائى معين حتى يكون غنى بمواده.. «روث خيل والمواشى وزبل الأرانب، وجميع أنواع الخضار وقشور الفاكهة» تلك هى الأطعمة المتاحة للدود بحسب هانى مع حظر تناول جميع الدهون والزيوت وأى طعام يحتوى، وكذلك كافة أنواع العظام تجنبا لجذب القوارض ولزيادة تأمين الدود.

 

وعن أسعار الدود يقول إن الكيلو يتراوح بين 300 إلى 400 جنيه على حسب الاتفاق بين البائع والمشترى وكذلك نوع الدود نفسه فيصل أحدهم إلى ألف جنيه للكيلو، وأن تكاثره يتضاعف كل 3 شهور، ويوضح هانى أو خبير الدود كما يلقبه أصدقائه أن سبب دخوله المجال هو حلمه أن تتحول الزراعة بمصر لعضوية وأن يكفوا عن استخدام المبيدات الكيماوية.. أما حامد سلوع، مهندس البرمجيات، فكان لعشقه للزراعة ثم تربية الدود شكلا أخر فلم يأخذ طريقه للتربية وإنما للتعليم من خلال حساب على موقع التواصل الاجتماعى «إنستجرام» والذى أطلق عليه «حديث الدود» وينشر من خلالها كل ما يتعلق بدود الأرض المستخدم فى إنتاج السماد من فوائدها وسلالتها وشروح علميه عنها.