بسم الله

ضرب البنات ليس رجولة

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

اسمحوا لى استخدم الهاشتاج الذى كتبه الشهيد الشاب محمود البنا، والذى لقى حتفه بسببه على يد بلطجية وأشقياء، لم يتربوا على القيم والأخلاق الأصيلة للمصريين، والتى يأتى على رأسها الشهامة والرجولة. هذه القيم التى تحدثت عنها فى مقالاتى ويومياتى بالأخبار مرارا وتكرارا، ولم ينتبه إليها أحد سواء مسئولا أو مواطنا. البلطجة ظاهرة قديمة حديثة مستمرة، لكنها أبدا ما كانت منتشرة ومستفحلة ومستوحشة فى المجتمع بهذا الشكل، حيث طفحت على المجتمع قيم البلطجة بعد ثورة يناير 2011، وكلنا عشنا هذه المرحلة، خاصة مع إفراز الفن والثقافة قيما غريبة على المجتمع. نحتاج إلى مراجعة قيمية مهمة ونحن نطور بلدنا إلى مصاف الدول الكبرى.
ما أثلج صدرى فى هذه القضية، سرعة التحرك القانونى من جانب النائب العام المحترم المستشار حمادة الصاوى، ورجال النيابة العامة، فى عهد جديد موفق بإذن الله، فقد شاهدنا تحويل المتهمين فى زمن قياسى أقل من 72 بعد ارتكاب الواقعة، كما رأينا ذلك فى قضية الجدة التى عذبت وقتلت حفيدتها، والتى حكم عليها بالحبس 3 سنوات مبدئيا. هذا المجهود يشكر عليه رجال النيابة العامة، وإن كان ليس غريبا عليهم باعتبارهم الأمناء على الدعوى العمومية. وهم سدنة العدالة وإرساء سيادة القانون.
كل ما فعله الشاب محمود أنه استاء من تصرفات المتهم قبل إحدى الفتيات؛ فكتب على حسابه الشخصى انستجرام "ضرب البنات ليس رجولة" أثارت الكلمة غضب المتهم الذى أرسل إلى المجنى عليه عبر برامج المحادثات رسائل التهديد والوعيد، ثم اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله، وأعدوا لذلك مطاوى وعبوات تنفث مواد حارقة للعيون مصنعة أساسا للدفاع عن النفس، تربصوا به وقتلوه، لهذا وجهت لهم النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وعقوبتها الإعدام، قد يكون هو القصاص العادل الذى يردع كل من تسول له نفسه اتخاذ البلطجة طريقا.
دعاء: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِى وَثَقِّلْ مَوَازِينِى وَحَقِّقْ إِيمَانِى وَارْفَعْ دَرَجَتِى وَتَقَبَّلْ صَلاَتِى وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِى وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ.