فى الصميم

موقف حاسم من الغزو التركى

جلال عارف
جلال عارف

بالتأكيد.. لم تكن قرارات الجامعة العربية فى مستوى المواجهة المطلوبة للغزو التركى الغاشم لدولة سوريا الشقيقة. ومع ذلك فقد كان الإجماع العربى واضحا فى إدانة الجريمة التى يرتكبها المهووس إردوغان بهذا العدوان الصارخ. وكان موقف الدول العربية الرئيسية حاسما فى اعتبار العدوان التركى جريمة فى حق الأمة العربية كلها. وكان الانكشاف فاضحا لموقف دويلة قطر وهى تقف وحيدة فى تأييد العدوان التركى «ولندع جانبا موقف ما تبقى من دولة الصومال»، وهو أمر متوقع بعد أن ارتبط مصير المهووس إردوغان بحكام دويلة قطر وفلول عصابة الإخوان تحت مظلة إرهاب ينتظر نهايته المحتومة.
واللافت هنا أن هوس إردوغان يزداد مع الموقف المصرى الحاسم إزاء الغزو التركى لسوريا الشقيقة. يدرك إردوغان «ومعه عملاء قطر والخونة الإخوان»، أن ما بين مصر وسوريا لم ينقطع أبدا. وأن ما حدث فى الوطن العربى من دمار وخراب فى ظل غياب دور مصر الفاعل لا يمكن أن يستمر بعد أن اجتازت مصر الظروف الصعبة التى مرت بها وقهرت المؤامرات التى أرادت لها أن تكون «الجائزة الكبرى»، لعصابات الإرهاب ومن يرعاها ويستخدمها من القوى العالمية والإقليمية المعادية.
يعرف إردوغان جيدا أن موقف مصر هو التعبير الصادق عن موقف كل الشعوب العربية الرافضة للغزو العثماني، والتى تدرك جيدا حجم المأساة التى تعرضت لها سوريا وجرائم من شاركوا فيها.
ويُدرك إردوغان جيدا أن مصر تعنى ما تقول حين تؤكد أن سوريا لابد أن تبقى موحدة ومستقلة، وأن شعبها وحده هو الذى يقرر مصيرها وهو القادر بوحدته على استعادة كل شبر من بلاده من قبضة إرهاب منحط أو غزو مرفوض ومدان.
لهذا كله يبدو «إردوغان»، فى حالة هستيريا غير مسبوقة وهو يهاجم مصر لانها تقف بحسم مع سوريا الشقيقة ضد الغزو التركى. يعرف المهووس العثمانلى أن الهزيمة فى سوريا لن تكون فقط هزيمة لاحتلال غاشم وإنما ستكون أيضا نهاية لأوهام عثمانلية مجنونة، ولتحالف منحط يجمعه مع حكام قطر وإرهاب الإخوان.