شد وجذب

تبرعوا لمستشفى الهلال

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

اعتدنا أن نرى لافتات تبرعوا لبناء مسجد أو كنيسة ولكننى فى هذه السطور أطالب الشعب المصرى العظيم بالتبرع للمستشفيات وخاصة مستشفى الهلال الأحمر أحد أشهر وأعرق مستشفيات جراحة العظام فى مصر.. اخترت مستشفى الهلال لأننى مررت بتجربة داخل المستشفى ومن حق الشعب أن يعرف حقيقة وإمكانيات المستشفيات الحكومية.. تعرض أحد أصدقائى لإصابة بالقدم وبعد اتصالات مع الأصدقاء للبحث عن مستشفى لتشخيص الحالة كانت النصائح بالذهاب إلى مستشفى الهلال.. بالفعل ذهبنا إلى هناك وللحق عند وصولى إلى مدخل الطوارئ بالمستشفى أصبت بصدمة وفكرت فى الذهاب إلى مكان آخر نتيجة لسوء الوضع واضطررت لاستكمال رحلة الكشف والعلاج لأن صديقى يتألم من الإصابة.. البداية كشف طوارئ بـ ٦٥ جنيها و٣٠ قرشا يعنى من الآخر ٧٠ جنيها وما تعرفش الباقى بيروح لمين.. وبعد الكشف رسوم جديدة لعمل أشعة تقريبا بنفس السعر.. وبعد التشخيص جبيرة جبس بـ ٢٧٠ جنيها.. كل ده مقبول وبسعر كويس جدا.. غرفة الأطباء بها ٥ أطباء شباب زى الفل تشعر من تصرفاتهم بعدم الرضا عن حال المستشفى ولكن ما باليد حيلة.. تكلمت مع أحد الأطباء عن سر تدهور الوضع وعدم توافر الإمكانيات خاصة وأننى لم أجد كرسيا متحركا سليما لنقل المريض بجانب أننى انتظرت فنى غرفة (التجبيس)
لأكثر من نصف ساعة.. الطبيب قال لى تخيل أننا تحت هذه الظروف نقوم بإجراء ٥٠ عملية كبرى يوميا ونستقبل مئات الحالات فى الطوارئ ونرفض عدم استقبال أى مريض مهما كانت الإصابات لأننا نعرف حجم المسئولية.. ولما سألت عن عدم وفرة الإمكانيات طلب منى أن أذهب معه لأرى مستوى غرف المعيشة للأطباء داخل المستشفى.. فكرت بعد أن غادرت المستشفى فى إطلاق حملة للتبرع لإعادة الحياة إلى مستشفى الهلال.. قد تكون حملة التبرعات جزءا من تطوير منظومة الصحة بمصر وقد يكون تبرعنا فرصة لإنقاذ حياة مئات المرضى، بجد لأن المستشفى يمتلك الكوادر البشرية ولكن بنيتها التحتية شبه متهالكة وهو ما يتطلب تبرع الجميع لأنه مستشفى ملك للشعب.. أطالب رجال الأعمال بسرعة استكمال الدور المجتمعى والمساهمة فى إعادة تجديد مثل هذه المستشفيات.. ليس من الضرورى أن تكون التبرعات مادية فقط ولكن هناك فرصا لإعادة تجديد دورات المياه وتوفير كراسٍ متحركة آدمية وسرائر للمرضى بجانب التواصل مع قيادات هذه المستشفيات الكبرى لتحديد نوعية المعدات المطلوبة.. هذه دعوة للخير واقترح على أى مواطن أو رجل أعمال سيقرأ هذه السطور أن يبادر بالمشاركة فى وضع تصور يضمن تحقيق الهدف وإحداث نقلة فى هذا الصرح الطبى الذى يحتاج إلى تدخل مجتمعى قبل أن ينهار ويتضرر آلاف المصريين من عدم وجوده.. كلمة أخيرة.. مستوى الخدمات والتمريض فى مستشفيات مصر الحكومية ليس له مثيل ويحتاج إلى نظرة مختلفة لإعادة بناء الممرض والعامل بثقافة جديدة لا تعتمد على الدعاء بالشفاء فقط.. وتحيا مصر.