حكايات| متلازمة داون للحيوانات.. سر زواج الأقارب بين ذوات الأربع

 متلازمة داون للحيوانات.. سر زواج الأقارب بين ذوات الأربع
متلازمة داون للحيوانات.. سر زواج الأقارب بين ذوات الأربع

بين الشفقة والصدمة، لا يتمالك كثيرون أنفسهم أمام صور قادمة لحيوانات تبدو عليها أعراض الإصابة بمتلازمة داون، ليصبح السؤال الرئيسي: هل يمكن أن يصاب حيوان بهذه المتلازمة؟

 

قبل الذهاب إلى الإجابة، تتزايد الحاجة لفهم أن النواة الموجودة في الخلية البشرية النموذجية تتكون من 23 زوجًا من الكروموسومات، وتحدث متلازمة داون عندما يكون لدى الفرد نسخة إضافية كاملة أو جزئية من الكروموسوم 21.

 

 

ولا يختلف العلماء على أن علامات متلازمة داون تظهر منذ الولادة، مع العديد من الخصائص الفيزيائية بما في ذلك الذقن الصغيرة والأنف المسطح، ويمكن أن تكون هناك مشاكل في النمو والقلب. 

 

ورغم أن العديد من الحيوانات لديها عدد مختلف من الكروموسومات في نواتها، إلا أن كروموسوما إضافيا كاملا أو جزئيا يمكن أن يكون له تأثير مشابه لحالات البشر، بل ويمكن أن يكون للحيوانات مجموعة من درجات متلازمة داون تمامًا مثل البشر.

 

 

لكن قبل أي شيء يجب إدراك أن المتلازمة في الحيوان مختلفة في طبيعتها عن التي تصيب الإنسان ولكنها قريبة منها في الصفات الشكلية وبعض المعوقات الجسدية والعقلية، ويمكن أن تتضمن تعديلات تشريحية تُغير الخصائص الفيزيائية للحيوانات.

 

الدكتور هيذر رالي، الطبيب البيطري في مؤسسة بيتا العالمية، تحديث عن هذه الحالات، بقوله: «المواقع الإلكترونية التي تدعي تصوير القطط والحيوانات الأخرى المصابة بمتلازمة داون ليست واقعية بالكامل».

 

 

ولا يمكن الجزم بأن ما يصيب الحيوانات، هي متلازمة داون البشرية، لكنها في الوقت نفسه تقترب من المتلازمة في الأعراض والصفات، وفي الغالب تحدث هذه الانحرافات الجينية بسبب زواج الأقارب بين الحيوانات كما في البشر، بحسب الدكتور رالي.

 

ولعل الحيوان الوحيد الذي يمكن أن يصاب بالمتلازمة البشرية هو القرد والشمبانزي لاقتراب صفاته الجينية والتشريحية من الإنسان حتى عدد الكرموسومات قريب جدا للعدد في الإنسان، فالقرود لديها 24 زوجًا من الكروموسومات، وعندما يكون لديها نسخة ثالثة إضافية من الكروموسوم 22، تصاب بمتلازمة داون.

 

 

وبالفعل تم توثيق أول حالة مؤكدة لشمبانزي مصاب بمتلازمة داون في عام 1969، ثم تم تأكيد حالة ثانية مسجلة لشمبانزي مصاب بالمتلازمة عام 1992، وتم نقله إلى جامعة كيوتو عام 2011 واسمه «كاناكو»، وعانت من مشاكل في النمو والقلب والنظر وفي سن السابعة تعرضت للعمى.

 

 

كما تم رصد «النمر الكيني»، الذي ادعت تقارير خاطئة أنه مصاب بالمتلازمة لقرب الشبه مع صفات المتلازمة البشرية ولكن ما تعرض له كان انحرافا جينيا؛ بسبب أنه كان نتاج تزاوج أخ وأخت وكل الأشبال ولدت ميتة ما عادا كيني وأخوه ويلي.

 

وأمام ذلك، حظرت جمعية علم الحيوان الأمريكية هذه الأنواع من ممارسات التربية في عام 2011، لكونها ترتبط ارتباطًا واضحًا بمختلف أنواع الانحرافات الجينية.

 

 

وما بين هذا وذاك، تظل الكائنات الحية أكثر تشابهاً مما يدركه الإنسان، بصرف النظر عن تركيبها الوراثي، وما قد يراه الفرد على أنه إعاقة يؤكد آخرون أنه ميزة كبيرة.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي