خواطر

«هل اللى متغطى بأمريكا عريان»؟

جلال دويدار
جلال دويدار

ليس غريبا ولا مستغربا موقف ترامب من أكراد سوريا حلفاء أمريكا فى حربها ضد داعش الارهابية. انه تكرار لمواقف إدارات أمريكية سابقة تخلت عن دول وقادة فى الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الجنوبية كانوا حلفاء وأصدقاء لأمريكا.
على هدا الأساس فإن هذا السلوك غير الأخلاقى ليس جديدا ولا مفاجئا من جانب ترامب وهو الأمر الذى سمح -رغم تهديداته- لأردوغان العثمانلى بغزو سوريا لقتال وتشريد الأكراد حلفاء الأمس لأمريكا. ما أقدم عليه ترامب - امريكا ينطبق عليه المثل العامي.. (هيه عادتها وإلا حتشتريها). ما يحدث يجعلنا نردد فى نفس الوقت مثلا آخر يقول (اللى متغطى بأمريكا عريان).
إن ما يؤكد هذه الحقيقة ما حدث للرئيس الفلبينى الاسبق ماركوس الذى تعرض لثورة أطاحت به وكذلك شاه إيران الذى رفضت الإدارة الامريكية فى نهاية الثمانيات ايضا السماح بلجوئه اليها بعد ثورة خومينى. هذا التصرف دفع الرئيس الراحل انور السادات إلى استضافته تقديرا لموقفه خلال حرب ٧٣ عندما قام بتزويد مصر باحتياجاتها من البترول.
يضاف إلى ذلك تآمر ادارة أوباما على الرئيس الاسبق مبارك الذى كان قد رفض الانسياق وراء السياسات الامريكية فى الشرق الأوسط لاضرارها بالمصالح الوطنية. وأخيرا ينضم أكراد سوريا الى قائمة الضحايا.
الكيان الوحيد الذى لم ولن تجرؤ أى ادارة أمريكية على الغدر به والتخلى عن دعمه وتأييده.. هو اسرائيل بدون منازع !!
تغريدات ترامب المتخاذلة حول هذا العدوان الاردوغانى تشير بما لايدع مجالا للشك إلى ان هناك صفقة ما معه حول جريمة غزوه لسوريا. العالم كله أعلن عن استنكاره لهذا الإجرام الاردوغانى بما فى ذلك الكونجرس الأمريكى الذى قرر فرض عقوبات اقتصادية على تركيا.
من ناحية اخرى تحركت دول الاتحاد الأوربى بعد سلسلة من الاستنكارات داعية مجاس الامن لاتخاذ اجراء لوقف هذا العدوان. فى نفس الوقت وبطلب من مصر تم دعوة مجلس الجامعة العربية للاجتماع. يأتى ذلك بعد اعلان كل الدول العربية تنديدها بعدوان اردوغان باستثناء نظام الحكم فى قطر الفاقد لهويته القومية العربية وشريك العثمانلى فى رعاية ودعم الارهاب.
هل يمكن ان يتمخض كل ذلك عن إنهاء لهذه المغامرة الإجرامية الدموية للإرهابى أردوغان؟.