إنها مصر

ثمن الأخلاق!

كرم جبر
كرم جبر

هل نربى أولادنا على الفضيلة والأدب والأخلاق، وأن يكونوا رجالاً ينصرون الحق ويدحضون الباطل، ويقفون فى صف الضعيف والمظلوم، ويتسلحون بسلوكيات الشهامة والمروءة ؟
محمود البنا كان ذلك، طالب فى ثانية ثانوي، تنطق ملامحه بالجمال والشجاعة، ودافع عن فتاة تعرضت لاعتداء من بلطجى فى تلا منوفية، فعاد إليه ومعه ثلاثة مثله، وطعنوه وتركوه ينزف حتى الموت.
العزاء لأسرته وأسكنه الله فسيح جناته، وألهمهم الصبر والسلوان، ولكن لن تصعد روحه إلى بارئها إلا بالقصاص العادل، الذى يريح القلوب الحزينة والعيون الباكية، وليكن هذا البلطجى وأمثاله عبرة وعظة.
البلطجى - أيضاً - طالب ثانوي، ولكن أساءت أسرته تربيته، وقومته على الخسة والندالة وسوء الأخلاق، وجريمته تؤكد أنه لم يجد أماً تقول له «عيب»، ولا أباً يقمع فيه الشر.
وما ذنب الآباء عن جرائم الأبناء؟.. هذا زرعكم فنالوا حصادكم، ومن يزرع الشوك لا ينتظر أن يجنى وروداً، بل أشواكاً وغلاً وكراهية، واستهانة بأرواح الناس وأعراضهم وحياتهم.
كلٌ مسئول عن رعيته، والبيوت المنهارة لا تقذف فى الشوارع إلا «مشروع مجرم»، يظل يحوم حتى يقع فى شر أعماله، فلا يجنى إلا ندماً وحسرة، فى وقت لا ينفع فيه ندم ولا حسرة.
رأيت مؤخراً فيديو لمدرس فى أحد الفصول، يضرب تلميذاً بعصا غليظة وكاد يفترسه، وانهالت التعليقات كالسياط على رأس المدرس، الذى ارتكب فعلاً يعاقب عليه جنائياً، ويستوجب إبعاده عن الدراسة مدى الحياة، بجانب التجريس الذى تعرض له.
لكن.. من - أيضاً - يحمى المدرسين من اعتداءات التلاميذ وأولياء أمورهم، وبعضهم يندفعون كالثيران الهائجة، للهجوم على المدارس والمدرسين والمدرسات، لمجرد شكوى أبنائهم.
ربوا أولادكم على الفضيلة، ليكونوا رجالاً يخدمون وطنهم، وأمامنا عشرات الملايين من الشباب الذين نفخر بهم ونعتز بأعمالهم، أما هذا البلطجى فمصيره مظلم، ونثق جميعاً فى عدالة قضاء مصر، لا تأخذكم به رحمة.
>>>
التحية واجبة للمجلس الخاص - أعلى سلطات مجلس الدولة - لأنه أقر مبدأ العدالة المطلقة فى انتدابات قضاة المجلس، وترك لكل قاض أن يختار جهة واحدة، ويتم توزيع باقى المناصب على بقية القضاة بالأقدمية.
ليت جهات كثيرة تفعل ذلك، مثل الشركات التى تعين أعضاء مجالس إدارة بالمجاملة، وتدفع لهم مكافآت طائلة، ويضربون بقانون تعارض المصالح عرض الحائط.
>>>
عندما اتهموا الموسيقار محمد عبد الوهاب بأن ألحانه شبابية وخفيفة، قام بتلحين قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، كلماتها صعبة مثل صخور الجرانيت، اسمها «مضناك جفاه مرقده»، فتحولت الصخور إلى دموع وآهات وسحر وعذوبة.
القصيدة أصبحت جواز مرور لأى مطرب شاب يريد إثبات نفسه فيشدو بها.. غداً الاثنين ٨٧ سنة على وفاة أمير الشعراء.
>>>
صحيفة «ديلى ميل»: ليفربول تلقى تأكيدات بأن محمد صلاح لن يلتقط صوراً خاصة مع أمير قطر فى مونديال الأندية فى ديسمبر القادم.