بدون تردد

العرب .. والعدوان التركى

محمد بركات
محمد بركات

الموضوعية والمصارحة تقتضى القول بأن كلمات وبيانات الرفض والإدانة والاستنكار الصادرة عن وزراء الخارجية العرب، تجاه العدوان السافر والغزو الفاجر من جانب تركيا للأراضى السورية، خلال اجتماعهم بالأمس تحت سقف الجامعة العربية، رغم ايجابيتها، إلا انها غير شافية بالقدر الكافى لإطفاء الغضب الكبير المشتعل فى نفوس الشعوب والمواطنين العرب، نتيجة هذا العدوان وذلك الغذو.
وأزيد على ذلك بالقول، بأن الشعوب العربية ليست غاضبة فقط، ولكنها أيضا تطالب باتخاذ موقف عربى جاد وصارم، لوقف العدوان والتصدى للحماقات والاعتداءات والأطماع التركية، فى الأراضى العربية بصفة عامة والأراضى السورية والعراقية على وجه الخصوص.
الشعوب العربية كانت ومازالت تأمل وتنتظر تحرك عربى موحد وقوى على الساحة الإقليمية والدولية، لوقف هذا العدوان الغادر والجبان، على أن يكون هذا التحرك شاملاً لكافة الأبعاد الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية،...، وأيضا النظر فى وسائل الدعم للدولة والشعب السورى فى مواجهة العدوان والتصدى له ودحره.
واحسب انى لا اتجاوز الواقع إذا ما قلت، أن الشعوب العربية ترى انه من غير المعقول ولا المقبول، أن تظل الحالة العربية على ما هى عليه الآن من ضعف وتشتت وانقسام، فى ظل الخلافات المشتعلة فى كل مكان بين هذا الطرف وذاك، وأنه آن الأوان لإنهاء هذا الوضع وكشف الحقائق، واتخاذ خطوات فاعلة ضد كل من يعمل على استمرار هذه الحالة المتردية من الخلاف والانقسام والتشتت والضعف .
وأحسب أيضا انه من غير المعقول ولا المقبول ان يقوم المجتمع الدولى بمناقشة وبحث مستقبل سوريا فى غيبة العرب، فى ذات الوقت الذى تتحفظ فيه دول عربية على ادانة العدوان التركى على سوريا .