«فان مارفيك» ينجح في تطوير أداء المنتخب الإماراتي

منتخب الإمارات
منتخب الإمارات

ظهرت مؤشرات نجاح عملية الاحلال والتجديد التي يقوم بها اتحاد الكرة الإماراتي، مع المنتخب الوطني الأول، بشكل سريع بعد أشهر قليلة من تولي المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك، مسئولية قيادة المنتخب الإماراتي والملقب بـ"الأبيض".

وحقق منتخب الإمارات فوزا عريضا على ضيفه الإندونيسي مساء الخميس الماضي، بخماسية نظيفة، احتل بها صدارة المجموعة السابعة من التصفيات الاسيوية المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس اسيا 2023.

وتعد تلك المباراة هي الرابعة للجهاز الفني الجديد الذي تولى المسئولية أواخر مارس الماضي، حيث بدأ الوديات في معسكر البحرين، ومن ثم ظهر المنتخب الإماراتي بحلته الهولندية الجديدة في أول اختبار رسمي سبتمبر الماضي أمام المنتخب الماليزي في كوالالمبور، ضمن افتتاح مشواره في التصفيات الاسيوية، الا أنه وبرغم فوزه على ماليزيا بهدفين لهدف، لم يقنع الأبيض جماهير الكرة الإماراتية، التي انتقدت سوء أداء اللاعبين واهتزاز دفاعاته أمام منتخب مغمور.

بينما لم يلتفت مارفيك للانتقادات التي لاقتها القائمة التي قام باستدعائها قبل مواجهة أندونسيا، حيث يدفع المدرب الهولندي ب8 وجوه شابا من ضمن 11 لاعبا يبدأون في المباراة.

ولم يستغرق الأمر طويلا، حيث تطور الأداء للأحسن أمام أندونسيا في المواجهة الثانية التي يدخلها المنتخب الإماراتي في التصفيات، ليحقق فوزا سهلا بخماسية، وبأداء رشيق لاسيما في الشوط الثاني، استعاد به المنتخب بوصلة التألق في الأداء مع النتيجة الكبيرة، كما أعاد الثقة في قدرات اللاعبين والوجوه الشابة للمستقبل، وذلك بعد 3 سنوات تقريبا من الغياب.

وكان المنتخب الإماراتي أحد أقوى منتخبات الخليج وأسيا وتحديدا منذ 2013، نتيجة لانطلاق الجيل الذهبي للأبيض، بقيادة المدرب الوطني مهدي علي، ومجموعة من اللاعبين بقيادة عمر عبد الرحمن وعلي مبخوت وأحمد خليل ورفاقهما، وقد حل منتخب الإمارات ثالث كأس اسيا 2015، وكان مرشحا فوق العادة للتأهل لمونديال 2018، ولكن منحنى الأداء بدأ في الهبوط مع العام 2016، وودع فرصة التأهل لروسيا عام 2017، ليسقط الأبيض ويبتعد عن الأداء المقنع.

وحاول اتحاد الكرة التعاقد مع الإيطالي زاكيروني لاعادة مستوى المنتخب لما كان عليه، ولكنه على مدار عام ونصف مضت، لم يقدم أداء يقنع الجماهير، رغم وصوله للدور قبل النهائي من كأس اسيا التي استضافتها الإمارات يناير الماضي.

وبعد رحيل زاكيروني تم تكليف المدرب العالمي بيرت فان مارفيك ليتولى المسئولية مع بداية مشوار التصفيات المشتركة المؤهلة للمونديال وكأس اسيا المقبلين، مع تكليفه بعملية إحلال وتجديد في صفوف المنتخب والاعتماد على اللاعبين الشباب وجيل المنتخب الأوليمبي الحالي، وهو ما نجح فيه بالفعل.

وبالفوز على أندونسيا حقق المنتخب الإماراتي، عدة فوائد تصب في صالح تطور اداءه خلال المرحلة المقبلة، أول تلك الفوائد أو المكاسب، كانت بظهور الانسجام والتجانس بين عناصر المنتخب، لاسيما في الشق الهجومي، ثاني الفوائد هو عبقرية مارفيك التي تجلت في الية التعامل مع 8 وجوه شابة جديدة، دخلت تشكيلة الأبيض على يديه، وذلك عندما تمسك المدرب الهولندي بنفس الاسماء والتشكيلة التي خاضت اللقاء الأول أمام ماليزيا، وثالث الفوائد تمثل في التكليفات الهجومية التي قام بها لاعبي الأبيض، حيث ظهر المنتخب وهو يؤدي مباراة هجومية على الطريقة الهولندية، والتي تسمى بالكرة الشاملة، والتي وضحت بقوة وبصورة طاغية في النصف الثاني من المباراة، أما رابع الفوائد من الفوز العريض على اندونسيا، فتمثل في فاعلية الاطراف، حيث لعب تحديدا علي صالح وخليل ابراهيم دورا كبيرا في خلخلة دفاع المنافس، وصنعا الاهداف التي سجلها مبخوت وباقي اللاعبين، خاصة علي صالح الذي صنع 3 اهداف منها.

وتتمثل خامس الفوائد في عودة المصابين للمشاركة وتقديم اداء مميز، خاصة عمر عبد الرحمن الذي شكل خطورة كبيرة منذ مشاركته في بداية الشوط الثاني تقريبا، واسهمت تحركاته في تمويل الخط الأمامي بفرص خطرة، كما كانت عودة أحمد خليل اضافة قوية للهجوم، حيث غير مارفيك اسلوب اللعب في الشوط الثاني إلى 4-4-2، وهو ما يعكس تمسك الجهاز الفني بضرورة تعويد اللاعبين على التغييرات التكتيكية خلال المباراة واللعب بمهاجم وحيد أو بمهاجمان".