حكايات| حراس المترو.. انتبه «الفراعنة» يراقبون تحركات المصريين

 حراس المترو..  «الفراعنة» يراقبون تحركات المصريين في الألفية الثالثة
حراس المترو.. «الفراعنة» يراقبون تحركات المصريين في الألفية الثالثة

على جانبي محطتي مترو «السادات» و«عبد الناصر».. هل لفت انتباهك أو تفحصت التماثيل والأعمال الفنية القابعة أمام الجدران تزينها صناديق زجاجية محكمة.. هل فكرت يوما في أسرارها بل وقصة وضعها أم لم يأخذك الفضول يوما لتعرف سبب الاستعانة بتلك التماثيل في محطات المترو؟ تلك الأسئلة وغيرها تجيب عنها «بوابة أخبار اليوم» في حكاية «حراس المترو».

 

بين الأمس البعيد حيث زمان غير زماننا، وحاضرنا القريب استدعت الحكومة المصرية «عينا» جديدة على نمازج لـ«تماثيل» الأجداد لتثبيتها في محطات مترو الأنفاق، حتى تظل شاهدة على التاريخ وعظمة الأجداد، بل ورصد تحركات ركاب مترو الأنفاق، لتكون بمثابة «عين حورس» الحارثة للشعب في المرفق.

 

حراس المترو

في محطات مترو الأنفاق، لم يصادف كثيرون رؤيتها نظرا لإنشغالهم بسرعة الوصول إلى أشغالهم، أما من يحفظ دهاليز المترو عن ظهر قلب، فلا يمكنه نسيان حراس المترو، وهي التماثيل الفرعونية القابعة في محطتي السادات وجمال عبدالناصر بالخط الثاني «شبرا الخيمة- المنيب»، فعندما تقف أمام إحداها تستحضرك حضارة السبعة آلاف سنة، وتطلق العنان لخيالك «كيف نُحتت بهذه الطريقة التي تجعل أي شخص مشدوها ومدهوشًا أمام كل تلك العظمة؟».

تماثيل السادات

«بوابة أخبار اليوم» بحثت فيما وراء تماثيل المترو، وتجولنا في ساحات محطتي السادات وجمال عبدالناصر، لرصد حكاية كل تمثال على حدة والسر وراء تثبيتها في صالات المترو.

 

قطة المترو

البداية كانت في محطة «محمد أنور السادات» أو «التحرير» كما يطلق عليها كثيرون من رواد المترو، ففي الصالة المؤدية إلى اتجاه حلوان، يقبع تمثال لنموذج مكبر للقطة الفرعونية المقدسة، التي كانت تمثل للألهة باستت، قدسها قدماء المصريين في منطقة تل بسطه شرق الدلتا، وذلك في الدولة الوسطى 2134- 1778 ق. م.

 

 

 

بوصلة.. إلى المتحف المصري

هيثم محمد، ناظر محطة السادات، روى الحكاية التماثيل، بالعودة نحو أكثر من 30 عاما، فيقول: «إن هذه التماثيل ثُبتت في أرجاء محطة مترو السادات تحديدا في عام 1987، فحينها رأت الحكومة ضرورة تواجدها لتكون رمزا أو دليلا ومؤشرا على وجود المتحف المصري فوق محطة المترو، وعلى هذا النهج يتبع السياح تلك المعالم الأثرية، ويتوجهون إلى المتحف حيث يتجولون بين الآثار المصرية ويشاهدون عظمتها في أرجائه».

 

بوصلة السياح للمتحف

«بوصلة ترشد الأجانب على المتحف».. هكذا وصف «ناظر المحطة» الهدف من وضع نمازج التماثيل الفرعونية، فيضيف: «أن وجود تلك التماثيل بمثابة بوصلة ترشد الأجانب على المتحف، كما أنها تروق لهم كثيرًا، فخلال أحداث ثورة 25 يناير عام 2011، تم تطويف التماثيل بسياج معدني منعا لسرقتها، ثم عندنا عاد الأمن والأمان تم استبدال المعدن بسياج أو صندوق زجاجي، يسمح برؤية التمثال كليا من ناحية، وعدم العبث بها أو سرقته من ناحية ثانية.

 

عن حقيقة نوع تلك التماثيل وأصالتها، أوضح «هيثم» أن هذه التماثيل حجرية «غير أصلية»، وتم إهداؤها إلى ساحات وصالات مترو السادات للعودة إلى وظيفتها المعهودة الموضحة سابقا، لافتا إلى أنه يتم تنظيفها من الأتربة بشكل دوري.

 

تلك التماثيل مزودة بآليات تؤمنها من العبث فيكشف «ناظر المحطة» أن «محطة السادات» مزودة بعدد كبير من كاميرات المراقبة، كثير منها مثبت على التماثيل كرموز فرعونية، منعا العبث بها أو سرقتها، لكنه لستبعد مقترح استبدالها بتماثيل حقيقية، بقوله: "صعب جدا».

 

تماثيل «جمال عبدالناصر»

انتقلنا إلى محطة جمال عبدالناصر، حيث تتوسطها تماثيل لأشكال هندسية غير مفهومة، فما بين تمثال الاستشراق، وآخر لشكل غريب شبه «أذن قطة» بعنوان «تكوين» للفنان صالح رضا، وأخرى لقطعة خشبية منحوتة على شكل «عينين»، وثالثة لأذن، ورابعة غير مفهومة.. تختلف الكثير من وجهات النظر.

 

جمال عبدالناصر.. سرقة تماثيل

مصدر بمحطة مترو جمال عبدالناصر، لم يفضل ذكر اسمه قال «إن بعض الفنانين التشكيليين أهدوا تلك التماثيل إلى المحطة من أجل تخليد أعمالهم، واعتبارها مزارا سياحيا لبعض المواطنين والأجانب من زوار مصر في متنفس ساحة مترو الأنفاق، لكنه عاد وأكد أنه خلال أحداث ثورة 25 يناير، فوجئوا بخلو صندوقين من التماثيل، بعد سرقتها في وقت لم تكن المحطة مزودة بكاميرات المراقبة، إضافة إلى انتشار الفوضى التي ساهمت في سرقتها.


«انثى فرس النهر»

نموذج لتمثال تأورت «انثى فرس النهر» وآلهة الولادة في الدولة الوسطى 2134- 1778 ق.م .

نموذج لتمثال بديع لكاتب مصري يمثله متربعًا وعلى ركبته منشور من البردي، في الدولة القديمة 2720 ق. م.

نموذج تمثال لملكة مرتدية تاج الألهة حتحور.

نموذج لمجموعة الملك منكاوورع، مشيد الهرم الثالث، يرتدي التاج الأبيض، يقف متوسطًا الآلهتين حتحور وممثلة إحدى مقاطعات مصر، في الدولة القديمة 2720 ق.م .

نموذج تمثال الكتلة لشخص غير معروف.

تمثال لنموذج الملك رمسيس الثالث، ممسكًا بعصا الإله آمون، الدولة الحديثة 1290- 1223 ق. م .

نموذج تمثال كبير الأطباء، وقد مثل في هيئة غير طبيعية لم نراها من قبل في أي تمثال أخر، دولة قديمة 2600 ق.م .

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي