خواطر

أطماع أردوغان العثمانلى وراء تواصــل عدوانــه على سـوريا

جلال دويدار
جلال دويدار

ما جرى فى سوريا على مدى ثمانى سنوات لم يقتصر على أعمال العنف والتقاتل والتدمير والتخريب وما صاحبها من تشريد للملايين وسقوط ضحايا بعشرات الآلاف.. وإنما أدى ذلك إلى تمزيق الوطن السورى وتحمل خسائر بمئات المليارات من الدولارات. كان من نتيجة ما حدث فتح أبواب هذا البلد العربى ليكون مرتعا للجماعات الإرهابية المأجورة لممارسة نشاطها لصالح قوى أجنبية متربصة وطامعة.
 الولايات المتحدة كانت المحور الرئيسى لهذا التحرك لصالح إسرائيل ومؤامرة تفتيت العالم العربى. أردوغان تركيا وجدها فرصة للانضمام لهذه المؤامرة خدمة لأطماعه التاريخية فى الأرض السورية. تحالف مع كل الجماعات وفى مقدمتها تلك الجماعة المسماة خداعا وتضليلا بالإخوان المسلمين. للأسف فقد تورطت بعض الدول العربية بالمشاركة أيضا فى بداية احداث المؤامرة.. ساعيا لتصفية حساباتها مع نظام الأسد الحاكم.
 استند أردوغان لتبرير عدوانه على سوريا إلى محاربة الأكراد الذين يستوطنون سوريا والعراق وتركيا. عمل كخطوة نحو ترسيخ أطماعه على غزو الأراضى السورية من الناحية الشمالية الموازية للحدود التركية. اعتمد على نكوث ترامب أمريكا بدعمه وتحالفه مع أكراد سوريا فى معركة التصدى لخطر داعش.
 فى الآونة الأخيرة وبعد إعلان ترامب سحب أمريكا لقواتها من سوريا قرر أردوغان تصعيد حربه ضد الأكراد. أدى ذلك إلى نقد حاد وواسع لموقف ترامب الذى تم اتهامه من زعماء الكونجرس ومن دول كثيرة بنقض عهوده بالتخلى عن حلفائه الأكراد.
دفعته هذه الانتقادات وعينه على معركته الانتخابية للفوز بولاية رئاسية ثانية إلى تغيير موقفه مهددا تركيا أردوغان بمزيد من الإجراءات التى تستهدف تدميرها اقتصاديا إذا ما قامت بأى عمليات عسكرية ضد الأكراد رغم هذا التهديد الفشنك أقدم العثمانلى على تنفيذ عدوانه ضد سوريا.
 أخيرا أقول إن سوريا كانت فى غنى عن كل ما حدث لو أن الأسد استجاب إلى تطلعات وآمال الشعب السورى فى حياة كريمة وحرة. لاجدال أن تمسكه بديكتاتوريته ساهمت فى وقوعه فى براثن مؤامرة الربيع العربى التى كانت وبالا على الأمة العربية كلها.
 من ناحية أخرى ولإنقاذ سوريا فإن على القوى الوطنية وكل أطراف الصراع أن يضعوا المصلحة الوطنية السورية فوق أى مصلحة أخرى. إنهم مطالبون بالتجرد والقيام بدور فاعل من أجل التوصل إلى تسوية متوافق عليها للمأزق السياسى تعيد التآلف والتوحد بين أطياف الشعب السورى. هذا يحتم عليهم جميعا ألا ينساقوا وراء أى تحالفات أو تربيطات مع قوى خارجية تؤدى إلى تفاقم الأوضاع أكثر مما هى عليه.