خارج النص

عاصمة الأبطال

أسامة السعيد
أسامة السعيد

فى شهر النصر، وفى وقت نقترب فيه من إنجاز صرح عظيم، نضيفه إلى قائمة منجزات الشعب المصرى الكبيرة، وأعنى هنا العاصمة الإدارية الجديدة، أعتقد أن أبطال حرب أكتوبر، معركة المصير وأيقونة الإرادة الصلبة لهذا الوطن، يستحقون أن يكونوا أول من يسكن العاصمة الجديدة، على الأقل بأسمائهم. العاصمة الجديدة التى ستكون - إن شاء الله - إنجازا حضاريا عالميا لم يكن لها أن توجد على تلك الأرض، لولا تضحيات آلاف الشهداء والأبطال المقاتلين، قادة وضباطا وجنودا، فلماذا لا نرد لهم بعضا مما يستحقون بأن نطلق أسماءهم على أحياء وميادين وشوارع ومبانى العاصمة الإدارية الجديدة.
هذا الإجراء سيكون رسالة للعالم كله، بأن مصر التى لا تنسى شهداءها وتضحيات أبطالها، تعيد إحياء روح أكتوبر العظيمة فى صورة جديدة، وأن مصر المنتصرة ستبقى إلى أبد الآبدين، كما أن ذلك سيكون رسالة لكل أعدائنا وكارهى صعود مصر على سلم الرقى والحضارة بأن من حققوا النصر فى ١٩٧٣ لايزالون أحياء فى عقل ووجدان الأبناء والأحفاد.
تخيلوا كيف أن كل المراسلات الصادرة والواردة إلى مؤسسات العاصمة الإدارية الجديدة، تحمل أسماء الأبطال (على اختلاف رتبهم العسكرية) أحمد إسماعيل، محمد عبد الغنى الجمسى، سعد الدين الشاذلى، فؤاد ذكرى، كمال حسن على، نبيل شكرى، محمد عبد الحليم أبو غزالة، فؤاد عزيز غالى، وأسد الصاعقة إبراهيم الرفاعى، وصاحب رحلة الساق المعلقة عادل يسرى، وغيرهم كثيرون ممن تضيق هذه المساحة عن التعطر بأسمائهم. تخيلوا أن زوار العاصمة الجديدة من كل دول العالم، ومن طلاب الجامعات والمدارس المصرية والدولية، وحتى المواطنين العاديين يتوقفون أمام لوحات أنيقة تحمل سيرة مختصرة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية لهؤلاء الأبطال، الذين كتبوا صفحة ناصعة من تاريخ هذا الشعب وكفاحه الممتد عبر آلاف السنين المليء ببطولات وإنجازات استطاعت أن تحافظ - بعد إرادة الله - على هذا الوطن، وأن تصنع مجده فى ميادين العسكرية حينا، وفى ميادين البناء والحضارة والعمران أحيانا أخرى.