حكايات| إيمان ريان.. نائب محافظ يحلم بـ«ساعتين نوم ولو في السيارة»

 إيمان ريان
إيمان ريان

«مش بنام خالص، صعب التوفيق بين الحياة العملية والمنزلية، لدي زوج وأولاد، وكل يوم بسافر من القاهرة إلى القليوبية، لكن أمام كل خطوة نجاح ننسى التعب».

 

لم تعرف إيمان ريان يومًا الاعتذار عن مهمة كُلفت بها، ساعدتها دراستها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية على تجاوز الكثير بـ«دبلوماسية»، ومع صعود درجات سلم «البرنامج الرئاسي»، وجدت على كتفيها حملا شديدا تحت مسمى «نائب محافظ القليوبية».

 

وبقدر تعبها إلا أن الظروف باتت ممهدة أمامها فمشوارها يوميًا من القاهرة (حيث إقامتها) إلى القليوبية (مقر عملها) عوضه وجود والدتها لتقف إلى جوار أطفالها، خصوصًا مع وجود الزوج خارج مصر.

 

ورغم صغر سنها تمتلك ريان «CV» قويًا، بداية من حصولها على درجة الماجستير عام 2012، ثم تمهيدي الدكتوراه خلال (2014-2015)، قبل أن تتولى عدة مواقع أكاديمية بدءًا من مدرس مساعد للاقتصاد، ثم مسئولا لملف الاستثمار في محافظة القاهرة، لتصل محطة قطارها إلى موقع نائب لمحافظ القليوبية.

 

تدرك «إيمان» كغيرها من العاملين في المحليات بأنه لا حل لأي أزمة دون خبرة في مجال العمل المدني، ومن هنا كانت بصمتها ملحوظة يوميًا بفضل عملها لفترة في منظمات المجتمع المدني، وأثقلها التواجد اليومي في الشارع والاحتكاك بالمواطن مباشرة.

 

لا تزال نائب محافظ القليوبية تحتفظ بكل ذكريات البرنامج الرئاسي، الذي نقلها من مرحلة الكفاءة إلى الاحترافية، فببساطة المادة التدريبية والتدريبات العملية فيه قوية جدا، وخرجت من الدفعة الأولى له لتصبح في موقعها الجديد، ولعل أهم ما تعلمته «امتصاص الصدمات والثقة بالنفس.

 

مهما كانت جهة التكليف بالمنصب قوية تظل مؤهلات المسؤول نفسه معيار النجاح أو الفشل، وهو ما ترجمته «إيمان» على أرض الواقع، فأولى المشكلات أنها أصغر عضو بديوان عام محافظة القليوبية، فكان إثبات الذات للجميع أولى المهمات.

ورغم صعوبة التواجد في الشارع بين المواطنين بسهولة لكن تكثيف العمل الميداني كان له «كلمة السر» الحقيقية في الوقوف على أرض صلبة، بداية من الاستماع للناس ورفع شعار «القليوبية تعمل على قلب رجل واحد» وديوان عام المحافظة هو هذا الرجل.

 

تؤمن «ريان» بأن المرأة المصرية تستطيع أن أكثر من شيء في وقت واحدة «متعددة المهام»، وقادرة بقوة على التوفيق بين حياتها المنزلية والعملية، والنصيحة الدائمة للسيدات هي إكمال الطريق وعدم التوقف عن تحقيق الهدف.

 

ومع كل ما سبق، فإن حلم إيمان ريان لم يتوقف عند محطة نائب محافظ؛ بل إنها تحلم بمستقبل لا يقل عن منصب محافظ، «وهذا يعود في النهاية لتقييم القيادة السياسية، فالمستقبل بيد الله وحسب الأداء يتشكل مستقبلك.. أنا بحب المحليات».

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي