حكايات| مجسمات «نمنم».. نحات مصري يحول كارتون الأطفال لحقيقة 

 مجسمات «نمنم».. نحات مصري يحول كارتون الأطفال لحقيقة 
مجسمات «نمنم».. نحات مصري يحول كارتون الأطفال لحقيقة 

من وحي المجسمات الكارتونية والآلات الموسيقية لخلق لنفسه عالمًا خاصًا به، فدائمًا ما يقف أمام الألواح الخشبية مبهورًا ويترك العنان لخياله في كيفية حفر واستغلال تلك الألواح بدلًا من بيعها أو التخلص منها؛ ليصنع لنفسه سلمًا من الخشب يوصله لقمة هرم الشهرة.


 
فبمجرد دخولك إلي عالم «نمنم»، الذي تخرج في إحدى كليات الزراعة، أبى أن يتخذ مجال دراسته مشوارًا للعمل، واستقر على عالم المجسمات كباب للرزق.

 

لولا صغر حجم «مجسمات نمنم» لانخدع الجميع أنها حقيقية لدقته وإتقانه، ذلك الشاب العشريني الذي اعتمد على مثلث متين تكونت أضلاعه من «الذكاء والصبر والضمير» لإثبات ذاته في مجال أخذه أخيه إليه بمحض الصدفة.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| «عبدالله» صديق الديناصورات.. «حفرجي» مصري اكتشف جد الفيل

 

يقول عمر الصالحي الشهير بـ «نمنم»: «بدأت الفكرة منذ 4 أعوام عندما كان أخي محمد يقوم بمشروع تخرج في معهد السينما، وطلب مني مساعدته في تجسيد مجسمات صغيرة؛ فبدأت أبحث على يوتيوب لمعرفة أسرار تلك الحرفة وبالفعل استطعت الوصول لطريقة رسم فن المنمنمات وخُضت التجربة بعدها استهواني الأمر فقررت أن يكون هذا هو مجال عملي وبعدت عن الزراعة تمامًا».

 

نمط مختلف 

 

«كرسي، مروحة، مطبخ مصغر، أدوات موسيقية، شخصيات كارتونية».. مجسمات صغيرة استغرقت مجهودًا شاقًا ووقتًا طويلا من الشاب العشريني ليفرغ طاقته وموهبته.

 

وواصل نمنم حديثه، قائلا: «أول تجربة لي كانت عبارة عن آلة الكمانجا والتي استغرقت حوالي أسبوع ونصف تقريبًا بسبب تفاصيلها الكثيرة وصغر حجمها؛ بعدها نشرت صورة المجسم الخشبي عبر فيسبوك ولاقت قبولًا وإعجابًا لدى الكثير، شعرت حينها أن هذه أول إشارة لإكمالي في هذه الطريق، خاصة أن فكرة الحفر على الخشب جديدة وغير رائجة في مصر».

 

اقرأ للمحررة أيضًا| زوجان يصنعان الفخار من ماركة «طين حميد» و«ألوان مي»

 


بدأت عائلة نمنم تحفزه لإثبات نفسه وموهبته ليقرر بعدها حفر شخصيات كارتونية على الخشب، ففي المرحلة الأولى يقوم برسم التصميم ثم يبدأ بحفره بأدوات بسيطة مثل أركت الخشب وكاتر قلم على خشب زان أبليكيشن «ث»؛ ولكنه واجه بعض الصعوبات أبرزها أن كليته تحتاج إلى الحضور بشكل منتظم، بجانب مشكلة الأدوات فهذا الفن يحتاج لأدوات احترافية لإثبات كفاءة ومهارة أكثر، وحينها كان استخدامه لأدوات بديلة في حدود إمكانياته. 

 

اللي جاي أصغر

يلجأ نمنم إلى 3 طرق ليستوحي أفكاره أولها من خلال الطبيعة أو من أفلام الكارتون أو الاستعانة أحيانًا بالإنترنت، بعدها يحدد أبعاد وعمق الصورة ثم تنفيذها وحفرها، لتأتي الخطوة الأخيرة بالتلوين بصبغات الخشب أو الإكليرك، ويستغرق التصميم الواحد من ثلاثة إلى سبعة أيام تتحدد هذه المدة بناءً على تفاصيل الصورة. 

 

 

وما بين هذا وذاك يرفع عمر شعار «اللي جاي أصغر»، لكن يظل أكبر تحدي يواجه هذا الشاب هو استنساخ النموذج المطلوب تنفيذه بأصغر حجم في أقل وقت ممكن؛ ويحلم بنحت ملامح الشخصيات العامة على الخشب وإطلاق علامة تجارية ذات شأن كبير تحمل اسمه».