حوار| انتشال التميمي: «الجونة» لا يخطف الأفلام بالأموال.. وتكريم «هنيدي» أقيّم من تكريمات «كوشة العروسة»

انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة السينمائي
انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة السينمائي

 

- نجاح "الجونة" خلق ثقة بيننا وبين مؤسسات السينما في العالم.. ودعمنا أفلاما تشارك في مهرجانات كبرى

- نعرض أفلاما لن يقدر الإعلاميون على السفر لمشاهدتها خارج مصر بسبب "التعويم"

- لا نزايد على "مهرجان القاهرة" واتفقنا على سقف موحد لثمن استقدام الأفلام

 

في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي يواجه انتشال التميمي مدير المهرجان تحديًا كبيرًا يكمن في ضمان استمرار هذا النجاح وربما توسعه، وذلك وسط تساؤلات عديدة حول هوية المهرجان الذي يراه البعض مهرجانًا سياحيًا ترفيهيًا يصدر صورة السجادة الحمراء وفساتين النجمات للإعلام، في حين يؤكد "التميمي" أن "الجونة" أصبح خلال ثلاث دورات "وتدًا" مهمًا في الحركة السينمائية بمصر والعالم سواء بعقد شراكات أو دعم أفلام أو كسب ثقة مؤسسات السينما العالمية.

• في البداية.. هناك مهرجانات موجهة بالأساس للصناع وأخرى للجماهير، والأمثلة عالميا كثيرة، إلى أي نوع ينتمي مهرجان الجونة السينمائي؟

هدفنا من البداية كان الجمع بين الصفتين، فمثلًا مهرجان "كان" يستضيف 5 آلاف إعلامي و20 ألف عامل بمجال السينما، ولكنه في النهاية موجه للجمهور، ولهذا عندما جئت لمدينة الجونة خلال تحضير فكرة المهرجان عموما لمست أننا أمام مشروع مهرجان لن يعتمد على الجمهور كنقطة انطلاق له، فنحن في مدينة عدد سكانها قليل جدًا، وبالتالي التوجه للصناع كركيزة تأسيس كان ضروريًا، ووجود عدد ضخم من صناع السينما والمهتمين بها ساهم في ترويج المهرجان لدى الجمهور، ولهذا فوجئت بعدد الحضور الجماهيري الكبير في الدورة الأولى، وزاد العدد في الدورة الثانية، وفي الدورة الثالثة زاد عن الثانية بنسبة 30% حتى الآن، خاصة بعد توسعنا بتوجه المهرجان لتقديم عروضه في سينما جراند بالغردقة.

• هذا يعني أن صناع السينما والإعلاميين جزء من تشكيل شعبية الجونة؟

بالطبع، ودعني أطرح الأمر من وجهة نظر أخرى، فدورنا كمهرجان سينمائي أن نمنح الاعلاميين والكتاب والنقاد فرصة مشاهدة الإنتاجات السينمائية الجديدة، ولقاء صناع السينما العالميين في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تعوق سفر الكثير منهم لحضور المهرجانات السينمائية العالمية، نحن نستضيف هذا العام أكثر من 240 إعلاميًا وهو رقم جيد جدًا.

• شهدنا هذا العام توسعًا أكبر في الأنشطة الموازية داخل المهرجان، وتوسع أكبر في الشراكات مع مؤسسات أخرى، هل كان هذا التوسع مخططًا له من الدورة الأولى؟

بالطبع نعم، فمنذ الدورة الأولى ومهرجان الجونة كان نقطة استقطاب للمشاريع والشراكات، ولكن كان هناك شكوك في مدى جدواها واهتمام الصناع بها، ولكن النجاح الكبير الذي حققناه ساهم في زيادة هذه الشراكات والبرامج لأن الثقة بنيت بيننا وبين الآخرين، نحن مثلا دعمنا 5 مشاريع سينمائية عبر منصة الجونة، ومنها أعمال شاركت في مهرجانات دولية، كما أن هناك مؤسسات ساهمت في جوائز ومنح داخل الأنشطة الموازية، وهذا يعكس حجم وثقة صناع السينما في مهرجان الجونة.

هذا العام لدينا جائزة "الفيبريسي" وجائزة "نتباك" المعنية بالسينما الأسيوية، ولدينا شراكة مع "اليونيسيف"، وكذلك تعاون مع غرفة صناعة السينما الإيطالية، كل هذا يعكس نجاحنا.

وأكبر دليل على هذه الثقة مثلا هو حرص عائلة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس على الاحتفال بمئويته في مهرجان الجونة، لأنهم رأوا احترافية العمل في المهرجان، ولهذا أقمنا معرضًا لمقتنيات الكاتب الكبير لا أظن أن أحدًا سينظم معرضًا لها أفضل منا وهذا بشهادة عائلته.

 

 

• هل نجاح الدورتين الماضيتين جعل المهمة أسهل في الدورة الثالثة؟

بالطبع، جعلها سهلة فيما يتعلق بعقد الشراكات وحضور الضيوف واختيار الأفلام، وحرص صناع السينما على المشاركة، وكذلك حرص الضيوف على الحضور، ولكنه صعب المهمة بارتفاع سقف طموحات وتوقعات الجميع، وبالتالي فصناع السينما والجمهور ينتظرون منًا أداء أفضل من العام السابق.

• أمام هذه الثقة على مستوى الصناعة هناك انتقادات إعلامية وجماهيرية واضحة للمهرجان منها على سبيل المثال تكريم محمد هنيدي بمنحه جائزة الإنجاز الابداعي بعد داوود عبد السيد وعادل إمام.. فما تعليقك؟

لابد أن نفرق في التكريمات بين ما يسمى بـ"مُنجز العمر"، الذي نكرم فيه فنانًا على مشواره كاملاً، وبين الإنجاز الإبداعي، بمعنى أن تكريم هنيدي له معايير واضحة لنا نظرًا لمساهمته الكبيرة كفنان في إحياء السينما المصرية مجددًا في حقبة ما، وكلنا يعرف الموجة السينمائية التي تصدرها هنيدي في التسعينيات والتي ساهمت في إحياء صناعة السينما بمصر مجددًا، كما أن التكريم جزء مهم منه هو تقدير الكوميديا وفنانيها، وأعتقد أن هنيدي أحد الفنانين الكوميديين الذين قدموا الكثير للسينما المصرية، واختياراتنا دائما مدروسة، هذا العام نكرم المخرجة الفلسطينية مي مصري، البعض يقول من هي؟ ولكنها فنانة كبيرة لها قيمة وإسهامات في السينما ونحن نرسخ قيم ومسارات جديدة للتكريم ونوجه رسائل بهذه التكريمات.

أعتقد لو أننا متميزين في شيء فهو قلة عدد المكرمين فنحن نحرص على تكريم فنان مصري وآخر عربي وثالث عالمي، وهذا يمنح للتكريم قيمة أكبر، في حين بعض المهرجانات تحول مسرحها خلال لحظات التكريم إلى "كوشة عروسة" من كثرة الأسماء، وبالتالي يفتقد التكريم قيمته.

 

• اختيار درة كعضو لجنة تحكيم كان علامة استفهام في حد ذاته؟

لا أرى مشكلة في ذلك، درة فنانة موهوبة وتمثل جيلًا جديدًا، وأفكارًا جديدة مثل كثير من زملائها، وهي عضو لجنة تحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة المعنية في الأساس بتجارب الشباب، وهي شاركت من قبل في لجان تحكيم، حقيقي أصادف هذا التساؤل تحديدًا منذ إعلان اختيارها ولكنني أرى أنها اختيار مناسب جدًا.

• البعض ألمح أيضا إلى وجود الفيلم التونسي "حلم نورا" في المسابقة الرسمية لكون هند صبري بطلة الفيلم عضوًا باللجنة الاستشارية العليا للمهرجان في مقابل استبعاد أفلام أخرى مثل الفيلم المصري "يوم ما اتولدنا" وعرضه خارج المسابقة.. فما تعليقك؟

لا يمكن أن يكون لوجود هند في اللجنة الاستشارية علاقة باختيار فيلم في مسابقة، بالعكس أعضاء اللجنة الاستشارية هم أسماء بارزة تساهم في دعم المهرجان منذ دورته الأولى، ولا دخل لهم بالعملية الفنية واختيارات الأفلام على الإطلاق.

 

 

• هل تميز مهرجان الجونة في استقطاب الأفلام يرجع إلى قدرته المادية التي تمكنه من دفع مقابل مادي كبير لعرض بعض الأفلام كعرض أول على شاشاته؟

ما ندفعه كرسوم لاستقدام وعرض الأفلام لا تمثل أكثر من 5% من ميزانية المهرجان، وأغلبها للأفلام التي تعرض خارج المسابقة الرسمية مثل الأفلام المرممة، ونحن اتفقنا مع القاهرة وقرطاج مثلا على توحيد سقف للأفلام لا يتجاوز 2500 دولار، بينما أغلب الأفلام تتراوح تصاريحها ما بين 300 إلى 500 دولار وهي رسوم لتسهيل النقل والعرض لا أكثر، ومع انطلاق الدورة الثانية أصبح الجونة هدفًا للأفلام التي يسعى صناعها لعرضها لدينا حتى تكون فرصة مناسبة للقاء الموزعين وصناع السينما وتسويق أفلامهم.