«جمعة» بمؤتمر «الإسلام وحوار الثقافات»: ضرورة تخليص الدين من التوظيف السياسي

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن الإسلام دين السلام، ولا بد من أن نجتهد في فهم واقعنا كما اجتهد علماؤنا الأوائل في فهم واقعهم، وأن نراعي ظروف الزمان والمكان وأحوال الناس ومستجدات العصر. 

وأضاف وزير الأوقاف، خلال كلمته بمؤتمر «الإسلام وحوار الثقافات» بموسكو، الثلاثاء ٢٤ سبتمبر، أنه يحب أن نعمل على تعزيز الانتماء الوطني والحفاظ على بناء الدول وتحقيق أمنها وأمانها واستقرارها وتقدمها وازدهارها. 

وأكد على ضرورة أن نعمل على تخليص الدين من التوظيف السياسي والمتاجرة به سواء من بعض الجماعات أم من بعض الدول. 

وجاء نص كلمته كالتالي:

"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى رسل الله أجمعين".

"وبعد.. فإن ديننا هو دين السلام وتحيتنا هي السلام ورسالتنا للعالم كله وللإنسانية جمعاء هي السلام، نؤمن بحق المختلف معنا دينيا أو عرقيا أو مذهبيا بحقه في التنوع والاختلاف ونعد ذلك ثراء للمجتمعات والدول، مادام ذلك في إطار الاحترام المتبادل والحقوق والواجبات المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد أو بين بني البشر جميعا، فأكثر الدول إيمانا بالتنوع والتعددية وأكثرها حرصا على العيش السلمي المشترك بين أبنائها وعلى العدالة الإنسانية واحترام الإنسان كونه إنسانا بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه، هي أكثر الدول أمنا وأمانا ورقيا وتحضرا واستقرارا ونماء، أما المجتمعات والدول التي لم تبذل جهدها في ترسيخ مفاهيم العيش المشترك ووقعت في شراك الحروب الدينية أو المذهبية أو الطائفية أو العرقية بين أبنائها دخلت في دوائر من الفوضى والهدم لا تبقي ولا تذر". 

"الجمع الكريم.. لابد أن ندرك أن مهمتنا الرئيس هي نشر السلام والأمن والأمان في ربوع المعمورة كافة، وأن رسالتنا تقوم على عمارة الدنيا بالدِّين وليس تخريبها باسم الدين ، فكل ما يدعونا إلى البناء والتعمير وصنع الحضارة فذاك صحيح الدين، وحيث تكون مصالح البلاد والعباد فثمة صحيح الأديان والخطاب الديني المستنير، وحيث تكون الكراهية والبغضاء والهدم وتخريب الأوطان فثمة ما يتناقض وكل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية السوية، فالدين الحقيقي هو فن صناعة الحياة لا صناعة الموت".          

مع تأكيدنا على الآتي: 

١- أن الفهم الصحيح للدين  يرسخ ويعمق أسس الحوار والتعارف بين الناس جميعا ، ويدعو إلى احترام الإنسان كونه إنسانا ، حيث يقول الحق سبحانه -: " ولقد كرمنا بني آدم  " فكرم الإنسان على إطلاق إنسانيته ولَم يقل سبحانه -: كرمنا المسلمين وحدهم أو المؤمنين وحدهم أو الموحدين وحدهم ". 

٢- أن الإسلام دعانا إلى التعارف والحوار، حيث يقول الحق سبحانه: "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

٣- أننا يجب أن نعمل على ترسيخ واحترام وتعزيز وتقوية مفهوم الدولة الوطنية واحترام علمها ونشيدها الوطني وسائر راياتها وشعاراتها المادية والمعنوية وعلى تحقيق أمنها وأمانها وتقدمها ورقيها وازدهارها ، سواء أكان المسلم يعيش في دولة ذات أغلبية مسلمة أم يعيش في دولة ذات أغلبية غير مسلمة ، وأن يؤدي واجباته تجاه دولته وفاء لها و تقديرا لحقها على جميع أبنائها ، فالوطن لأبنائه جميعا وهو بهم جميعا ، وليس لطائفة منهم دون طائفة، ولا بطائفة منهم دون أخرى. 

 ٤ - أننا لا بد أن نتكاتف في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وأن نكون على قلب رجل واحد في مواجهته ، لا سيما أنه صار عابرا للحدود والقارات سواء أكان عبورا مباشرا بانتقال عناصره أو أفكاره أم عبورا غير مباشر عبر مواقع التواصل الحديثة والعصرية ، مما يجعلنا جميعا  أمام تحد كبير لتحصين مجتمعاتنا وشبابنا من الوقوع في مخالب الإرهاب أو براثن الإرهابين والمتطرفين ، كما أن لدينا مهمة دينية ووطنية وإنسانية وهي كبح جماح هذا الإرهاب الغاشم ومحاصرته من أن يكتسب أرضا جديدة أو يجتذب عناصر جديدة ، بالقضاء عليه أينما كان.


 ٥- أننا لابد من أن نجتهد في فهم واقعنا المعاصر  بما يكسر كل دوائر  الجمود والانغلاق الفكري ، مؤكدين أن من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب دون مراعاة أحوالهم وأزمنتهم وعاداتهم وواقعهم فقد ضل وأضل.

 ٦- بجب أن نعمل جميعا على تخليص الديني من التوظيف السياسي والمتاجرة به سواء من قبل بعض الجماعات أم من بعض الدول..والله الموفق والمستعان".