العودة للدراسة| خطة متكاملة للسيطرة على مرض السكر لدى طلبة المدارس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

يزداد القلق والخوف وتزداد أسئلة الأسر، حول الاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من أي مشاكل قد يتعرض لها أبنائهم مرضى السكر سواء من النوع الأول أو الثاني، وخصوصا مع انطلاق العام الدراسي الجديد.

وأوضح أخصائي الغدد الصماء والسكر بالمعهد القومي لأمراض السكر والغدد الصماء د.أحمد السبعاوي، في تصريح خاص ل"بوابة أخبار اليوم" أن هناك عدة أسباب تفرض اهتماما خاصا بالطفل مريض السكر مع بداية الدراسة، أولها أن الطفل يكون بعيد عن والديه فينبغي عليه رعاية نفسه دون الاعتماد على أحد، إلى جانب تغيير مواعيد الوجبات المعتادة حيث يرتبط بمواعيد محددة بناء على الحصص اليومية؛ مما قد يسبب ارتفاع وانخفاض مستوى السكر بالدم، علاوة على تغير طبيعة الأطعمة بسبب رغبة الطفل في مشاركة أصحابه في الطعام مما قد يحدث ارتفاعا في مستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى تغير النشاط البدني المبذول الذي قد يؤدي إلى حدوث هبوط في السكر.

ووجه د.أحمد السبعاوي، عدة نصائح لتجنب حدوث أي خلل في معدلات السكر لدى الأطفال، مشيرا إلى ضرورة أن يقتنع الأهل بأن مرض السكر ليس عيباً لأنه مرض مزمن يمكن التعايش معه بصورة طبيعية، والفرق الوحيد بين الطفل المصاب وغير المصاب بمرض السكر هو العلاج فقط، ويجب أن تنعكس هذه القناعة على الطفل فلا يشعر بالإحراج من معرفة أصدقائه أنه مصاب بمرض السكر.

وأضاف أن بعض أولياء الأمور يقعون في خطئ خطير وهو إخفاء حقيقة مرض طفلهم عن إدارة المدرسة، حيث يجب تعريف المدرسة وزملاء الطفل بحقيقة حالته الصحية لتقديم الإسعافات الأولية اللازمة في حالة حدوث أي طارئ.

وأكد د.أحمد السبعاوي، أن مرض السكر ليس عائقا للتفوق العلمي والبدني، فلا ينبغي حرمان الطفل من التعليم بحجة أنه مريض سكر، مع إقناع الطفل أنه ليس أقل عن زملائه في شيء، بذكر بعض قصص النجاح لمرضى مصابين بالسكر، حيث أن الحالة النفسية ركنا أساسيا في السيطرة على مرض السكر.

وتابع أن التثقيف الطبي من أهم أسس علاج مرض السكر، لذا يجب تعريف الطفل المصاب بالسكر بكل شيء عن كيفية السيطرة على المرض والتصرف في حالة حدوث ارتفاع أو انخفاض بالسكر، لأنه طبيب نفسه، ويجب أن يرجع دائما إلى طبيبه أو المثقف الصحي للاستفسار عن أي أسئلة متعلقة بمرضه.

وأشار إلى ضرورة أن يطلب الأب والأم مقابلة مدرس الفصل وطبيب المدرسة أو الممرضة الخاصة أو الزائرة الصحية في بداية العام الدراسي؛ لإعطائهم معلومات كافية عن حالة طفلهم والنظام الغذائي المناسب والدواء الموصوف له من قبل الطبيب وكيفية استخدامه،وإعطاء المدرسة تقريرا طبي مفصل عن حالة الطفل الصحية.

ونصح د.أحمد السبعاوي، بضرورة وجود شنطة خاصة مع الطفل مريض السكر، تحتوي على جهاز قياس السكر، وقلم الأنسولين، وقطعة من الحلوى وقلم الجاوكاجون -إن وجد- وكارت التعريف الخاص، حيث أن جهاز السكر ضروري لمعرفة أي تغيير في مستوى السكر بالدم في حالة الإحساس بأي أعراض غير معتادة؛ وذلك لتفادي حدوث الحالات الطارئة، بينما ترجع أهمية حمل قلم الأنسولين في عدم فقدان أي جرعة ولاستعماله في حالة ارتفاع مستوي السكر بالدم، لافتا إلى أنه في حالة حدوث انخفاض في مستوى السكر بالدم يمكن الإسراع بتناول قطعة الحلوى لتفادي حدوث غيبوبة انخفاض، موضحا أن أهمية قلم الجلوكاجون تتمثل في الإنقاذ السريع في حالات هبوط السكر بالدم منوها إلى أنه لا يكون متوفر دائما، بينما يحمل كارتالتعريف الخاص بالطفل البيانات الأساسية "اسم التلميذ، واسم الوالد، ورقم هاتف المنزل، ورقم هاتف العمل، واسم الطبيب، وعنوانه" لسرعة التواصل في حالة حدوث أي طارئ.

وشدد د.أحمد السبعاوي، على أن الانخفاض في مستوي السكر بالدم نتيجة مجهود بدني زائد أو تناول الأنسولين بدون الأكل المناسب من أخطر المشاكل التي تحدث للطفل أثناء المدرسة، وهنا يحدث خطا شائع يتمثل في أن بعض الأطفال يتناولون جرعة الأنسولين ولكن يؤخروا وجبة الإفطار حتى الذهاب للمدرسة؛ ما فد يتسبب في انخفاض السكر بالدم.

 وقال إن أعراض انخفاض السكر بالدم تختلف من طفل لأخر وتتضمن التعرق الكثيف، والشعور بالبرودة، ورعشة، وعدم القدرة على التركيز، والصداع المتواصل، والجوع الشديد والشعور بالتعب والإرهاق وعند شعور الطفل بأي من هذه الأعراض عليه الإسراع بقياس السكر وتناول كربوهيدرات سريعة لرفع مستوي السكر .

ووجه د.أحمد السبعاوي، بضرورة اتخاذ بعض الاحتياطات قبل بدء حصة التربية الرياضية، حيث يفضل تناول وجبة خفيفة قبل ممارسة التمرين لتفادي انخفاض السكر خاصة لو كان السكر منضبط، وعند الشعور بأي أعراض غير معتادة يجب تحليل السكر، والتوقف عن ممارسة التمرين، كما من الأهمية ممارسة الرياضة تحت إشراف المدرس الذي يكون على علم بطبيعة المرض.

وتابع أن بعض الأسرة تهتم بنتيجة الامتحانات بغض النظر عن صحة الطفل، وهو ما يخلق نوعا من الضغط النفسي قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم وقد يرتفع مستوى الأسيتون والأحماض بالدم، يجب على الأسرة ألا تنقل حالة القلق إلى الطفل وتشجيعه على المذاكرة والمراجعة لتخفيف الضغط عليه وقت الامتحانات.

وطالب الأسرة بضرورة المتابعة والتأكد من تناول الطفل للطعام السليم والأنسولين في موعيده، ومتابعة التحاليل في ذاكرة جهاز السكر، على أن يتم ذلك بطريقة سلسلة بدافع الاطمئنان وليس بدافع التجسس حتى لا يشعر الطفل بذلك ويسبب له مشكلة نفسية.

وفي ختام نصائحه، أكد د.أحمد السبعاوي، على ضرورة توفير عيادة طبية في المدرسة تضم طبيباً أو ممرضاً مع ضرورة إلمام مدرس الفصل بمرض السكر وعلامات انخفاض وارتفاع السكر لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حالة الطوارئ، والسماح للطفل بأخذ المزيد من الوقت لتناول طعامه وإنهائه حتى لا يؤثر على مستوى السكر في الدم، والسماح له بالذهاب إلى دورة المياه في أي وقت يريده، والسماح له بإجراء تحليل السكر في أي وقت يشعر بحاجته لذلك، وإعطاء الطالب مرونة في مواعيد الحضور والانصراف من المدرسة أو حتى الغياب مع وجود سبب طبي .