الخروج عن الصمت

نقاء خالد من صفاء قلبه

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

محمد عبد الواحد

فى رحلة الحياة تتقلب أمامك كل الأحوال فترى الدنيا بألف وجه وتتجسد رؤيتها من خلال خلق الله.
فتجد الإنسان صاحب القلب الأبيض ذو الابتسامة الجميلة، التى تريح القلوب وتشرح الصدور، واللسان الذى يقطر عسلا من حلاوة ما ينطق به. وعلى النقيض هناك من يجعلك تنفر منه لكثرة ما تراه من حقد وضغينة ووجه عبوس، ولم لا فهو لا يحب الخير لخلق الله ويكره نفسه لدرجة تنطبق عليه المقولة إنه لو رأى نفسه فى المرآة لحاول إيذائها.
وهناك المتلون الذى يقف بين الإثنين ويجعلك حائرا فى تفسير شخصيته لأنك ترى منه عكس ما يخفيه.
فهو يبتسم فى وجهك ويذيقك لدغات العقرب، يحاول جيدا أن يمد يد العون لك بالمساعدة.. وتجد نفسك قد فضحت على الملأ.. وأنك لم تقدر إحسانه إليك ولا جهده الذى قطعه من وقته وحرم منه بيته وأعطاه لك، وربما يقف مواقف شهامة معك فى وقت الشدة ويريد شراءك بها بأن تكون تابعا مطيعا تنفذ كل ما تؤمر به.
وما دعانى إلى تلك المقدمة هو فقدان أصدقاء وزملاء.. كانت أحوالهم من نفس الدرجة الأولى التى لم تكن بشهادتى وحدى بل وجدت إجماعا لذلك تجدها حالة ربانية اختص الله بها عبده عندما ينادى رب العزة يا ملائكتى أشهدكم أنى أحب فلانا فأحبوه واخبروا بها عبادى. فهؤلاء ترى فيهم راحه القلوب وبشاشة الوجوه وصفاء النفوس والسعى وراء خدمة العباد.
فخالد البرنس رجل فى زمن عز فيه الرجال يقدر الجميع ويحترمهم، وإذا زاد الود بينه وبين أحد سعى فى السؤال عنه فإذا طال الغياب كان اللقاء عناقا وأحضانا دليلا على محبة القلوب.
يحاول جيدا أن يخفى همه لئلا ترى منه عكس الابتسامة التى كان يسعى أن يقدمها للجميع، يحمل همه داخله فإذا غضب خرج ما بالداخل فبان أثره على وجهه إحمرارا ممزوجا بابتسام مكبوت. صعب أن يملأ إنسان القلب والوجدان وتفتقده فجأة تقف فيها حائرا تضرب أسداسا فى أخماس، لذلك استعاذ رسولنا صلى الله عليه وسلم من موت الفجأة ويؤكد ذلك حديث السيدة عائشة «رضى الله عنها»، سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة فقال (راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر). فاللهم أعذنا من موت الفجأة وأمتنا على الإيمان واحسن ختامنا ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله خالد ورحم من رحلوا قبله.