التغيرات المناخية| البرقوق يختفي.. والاقتصاد الأخضر السلاح الأمثل للمواجهة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يجتمع العالم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الاثنين 23 سبتمبر، للمشاركة في قمة المناخ التي تهدف للنهوض بالطموحات العالمية في مواجهة حالة الطوارئ التي يشهدها المناخ.

ووفقا لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يأتي ذلك على إثر انقضاء سنة أخرى تخللها موجات حر وعواصف واضطرابات مناخية فلم يعد هناك خيار سوى التعجيل بالعمل قبل فوات الأوان.

اقتصاد خال من الكربون

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن المبادرة بهدف ضمان أن يكون توفير فرص عمل لائقة وحماية مصادر الرزق، محور الجهود التي تبذلها البلدان لتعزيز العمل المناخي، وحث البلدان على الانضمام لهذه المبادرة،التي تقدم خارطة طريق لضمان أن تكون فرص عمل الناس ورفاههم في قلب الانتقال إلى اقتصاد خال من الكربون.

التغيرات المناخية

التغيرات المناخية، تميزت عن معظم المشكلات البيئية الأخرى بأنها عالمية الطابع، حيث أنها تعدت حدود الدول لتشكل خطورة على العالم أجمع، فقد تم التأكد من الازدياد المطرد في درجات حرارة الهواء السطحي على الكرة الأرضية ككل حيث ازداد المتوسط العالمي بمعدل يتراوح بين ٠,٣ حتى ٠,٦ من الدرجة خلال المائة سنة الماضية.

غرق بعض المناطق في العالم

وقد أشارت دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC)، إلى أن هذا الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر مهددًا بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض.

من جانبها طالبت وزيرة البيئة ، بضرورة الوفاء باتفاقية باريس، مشيرة إلى أهمية دعم القطاع الخاص لتمويل مشروعات التحول الأخضر التي تخدم مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية.

وقالت وزيرة البيئة، إن النمو الأخضر والتغيرات المناخية مساران متكاملان ولا يوجد تعارض بينهما مشددة على ضرورة وضع إستراتيجية متكاملة للتحول الأخضر بما يخدم مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي تهدد مسارات التنمية في كل دول العالم دون استثناء.

تعريف الاقتصاد الأخضر

استحدث برنامج الأمم المتحدة للبيئة تعريفاً عملياً، عرف به الاقتصاد الأخضر بأنه اقتصاد يؤدِّي إلى تحسين حالة الرفاه البشري والإنصاف الاجتماعي، مع العناية في الوقت نفسه بالحدّ على نحو ملحوظ من المخاطر البيئية.

وأما على المستوى الميداني، فيمكن تعريف الاقتصاد الأخضر بأنه اقتصاد يُوجَّه فيه النمو في الدخل والعمالة بواسطة استثمارات في القطاعين العام والخاص من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتخفيض انبعاثات الكربون والنفايات والتلوّث ومنع خسارة التنوّع الإحيائي وتدهور النظام الإيكولوجي ، وهذه الاستثمارات هي أيضاً تكون موجّهة بدوافع تنامي الطلب في الأسواق على السلع والخدمات الخضراء، والابتكارات التكنولوجية، بواسطة تصحيح السياسات العامة الضريبية فيما يضمن أن تكون الأسعار انعكاساً ملائماً للتكاليف البيئية.

مفهوم الاقتصاد الأخضر

يوضح مصدر بوزارة البيئة ، أن الاقتصاد الأخضر يعد وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، ولا يعد بديلاً لها، وأن الاقتصاد الأخضر ييسر تحقيق التكامل بين الأبعاد الأربعة للتنمية المستدامة وهى الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية أو الإدارية.

يضيف المصدر إلى ضرورة تطويع الاقتصاد الأخضر مع الأولويات والظروف الوطنية، و ضرورة تطبيق مبدأ المسئوليات المشتركة بين الأجهزة المعنية للدولة للانتقال الطوعي صوب الاقتصاد الأخضر.

يؤكد المصدر، ينبغي ألا يستخدم الاقتصاد الأخضر كوسيلة لفرض قيود تجارية أو شروط على المعونة أو على تخفيف الدين. وينبغي أن يعالج الاقتصاد الأخضر التشوهات التجارية، ومنها مثلاً الإعانات الضارة بيئياً، ويجب أن يعترف الاقتصاد الأخضر بالسيادة الوطنية على الموارد الطبيعية، ويجب أن يرتكز الاقتصاد الأخضر على كفاءة الموارد وعلى أنماط استهلاك وإنتاج مستدام.

المناخ في مصر

وفقا لوزارة البيئة، أظهرت الدراسات أن المناخ في مصر قد تغير بشكل كبير خلال السنوات الماضية حيث تم دراسة لتوزيعات درجات الحرارة الموسمية في مصر في أعوام 2005، 2025، 2050، 2075، 2100، ووفقا للدراسة، فمن المتوقع أن درجات الحرارة سترتفع فى جميع الفصول الأربعة، والانتقال من الجنوب إلى الأجزاء الشمالية من مصر فى 100 سنة القادمة.

ووفقا للدراسة سوف يؤدي ذلك إلى حدوث انكماش في مساحة الأرض الصالحة للزراعة وأيضاً حدوث تحول في توقيتات الدورات الزراعية مما سيترتب عليه حدوث تغيير في أنظمة إنتاج المحاصيل والتي ستكون تحت ضغط متزايد لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء في المستقبل وهذا سوف يؤدي بالتبعية إلى انخفاض مستويات البروتين في بعض المحاصيل البقولية.

المجلس القومي للتغيرات المناخية

قامت الحكومة المصرية، بإنشاء المجلس القومي للتغيرات المناخية، والذي سوف يقوم بدراسة وإقرار الحلول والمشروعات التي سوف تساهم في الجهود الوطنية للتكيف مع سيناريوهات تغير المناخ المتوقعة.

جبال سانت كاترين

وقد تم توثيق آثار تغير المناخ في جبال سانت كاترين من خلال رصد تأثيرها على اختفاء الكائنات الحية التي تعيش على قمم سانت كاترين بسبب ارتفاع درجات الحرارة ،حيث أثبتت الدراسات أن التغيرات السنوية في درجات الحرارة زادت من الضغوط الواقعة على النباتات البرية الجبلية مما أدي إلى انخفاض معدل الإزهار لنبات زعتر سيناء بنحو40% أو أكثر خلال سنوات الجفاف الماضية والذي تتغذى يرقات فراشة سيناء الزرقاء القزمة (أصغر فراشة في العالم) على براعمه في حين تتغذى الفراشات الناضجة على رحيق زهرة زعتر سيناء لهذا فقد قام قطاع حماية الطبيعة بعمل مسيجات حول التجمعات الحالية لنبات زعتر سيناء لوقف عمليات التجميع والرعي الجائر عليه لإعطاء فرصة لازدهار هذا النبات التي تعتمد عليه فراشة سيناء القزمة وتقليل تعرضها لخطر الانقراض.

ووفقا للدراسة ،إن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ أدي إلي حدوث تغير في أنماط وتواجد ونمو العديد من الكائنات النباتية والحيوانية مما ترتب عليه قلة تلك الكائنات نتيجة هجرتها لأماكن تواجدها الطبيعة ولهذا فقد قام العديد من العاملين بقطاع حماية الطبيعة بتنفيذ عدد من الدراسات على نمذجة توزيع الأنواع لتقييم تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي فى مصر، بما فى ذلك الدراسات الأخيرة التي أجريت على التنبؤ المحتمل لتوزيع 75 نوعاً من الزواحف المصرية.

فراشة سيناء الزرقاء

كما تم إجراء دراسات نمذجة أخرى لتقييم الآثار المحتملة لظاهرة تغير المناخ على أصغر فراشة فى العالم (فراشة سيناء القزمة الزرقاء) بمحمية سانت كاترين.

الظباء المصرية

كما تم إجراء دراسة نمذجة لتقييم الآثار المحتملة لظاهرة تغير المناخ على توزيع الظباء المصرية، ودراسة نمذجة آخرى لتقييم الآثار المحتملة لظاهرة تغير المناخ على الوعل النوبي والغزال المصري والغزال دقيق القرن باستخدام السيناريوهات A2 و B2 العالمية المستخدمة للإنبعاثات من نماذج الدوران العالمية.

كما تم دراسة تأثير السيناريوهات A2 و B2 العالمية المستخدمة للإنبعاثات على الفراشات والثدييات المصرية (باستخدام نظام ماركسان).

المحميات

وأكدت الدراسات أنه قد أخذ في الاعتبار فاعلية شبكة المحميات في مصر في الحفاظ على التنوع البيولوجي في مصر تحت درجات الحرارة الحالية والمستقبلية (باستخدام برنامج تقسيم المناطق)، حيث أوضحت نتائج دراسات النمذجة أن بعض الأنواع يمكن أن تفقد ما يصل إلى 80% من أماكن انتشارهم الحالية في حين ستنقرض بعض الأنواع الأخرى.

كما تم إجراء دراسة على الآثار المتوقعة لسيناريوهات تغير المناخ (A1B ،A2A ، B2A) على توزيع 7 أنواع من النباتات المتواجدة فى صحراء الساحلي الشمالي الغربي لمصر بحلول عام 2040 (عمليات نمذجة تلك الأنواع بحلول عام 2040 تختلف من نوع إلى آخر، حيث من المتوقع أن تتأثر بعض الأنواع سلباً نتيجة التغيرات فى المناخ.

وأوضحت الدراسات أن من المتوقع أن تستفيد من هذه التغييرات أنواع أخرى، كما أظهرت الدراسات أن التأثير المشترك للتغيرات في استخدام الأراضي والمناخ تشكل تهديدات خطيرة لمعظم الأنواع.

النباتات

وأظهرت نتائج الدراسة التي قامت بها وزارة البيئة، إلى أنه من المتوقع أن يتم فقد الموائل لمعظم نباتات الدراسة ما عدا جيمنكاربوس ديكاندروس، كما أظهرت النتائج أن بعض الأنواع، مثل البرقوق صيفي، قد تعاني تهديدات خطيرة نتيجة الأنشطة البشرية الحالية والمستقبلية، مضافة إليها التأثيرات السلبية لسيناريوهات تغير المناخ.

كما سلطت الدراسة الضوء على أهمية إجراء تقييم تأثيرات استخدامات الأراضي مضافة إليها سيناريوهات تغير المناخ على توزيع الأنواع الأخرى من أجل دعم فى جهود الحالية (سواء العلمية /أو السياسة) لتطبيق إجراءات التخفيف لحماية وصون التنوع البيولوجي في مصر.