أمريكا وطالبان.. كيف انهار السلام عند عتبة «كامب ديفيد»؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لا تزال أفغانستان تبحث عن السلام المنشود على مدار 18 عامًا من الصراع الدامي، الذي أثقل كاهل البلاد، وتجرع معاناته الشعب الأفغاني طيلة ما يناهز العقدين من الزمن.

هذا السلام كان قريبًا من التحقق على أرض الواقع، في منتجع كامب ديفيد في الولايات المتحدة، بيد أن الأماني لم تتبلور في اتفاق سلامٍ بعد.

واشتهر منتجع كامب ديفيد بالنسبة للمصريين، لأنه المكان الذي وُقعت فيه اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي وقعها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.

وبعد أربعين عامًا، كان يُنتظر أن يكون منتجع كامب ديفيد شاهدًا على تمخض اتفاق سلامٍ جديدٍ، وهذه المرة مسرحه سيكون أفغانستان، التي اكتوت بمرارة الصراع المستشري هناك منذ بداية الغزو الأمريكي في أكتوبر عام 2001 في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

مباحثات ملغية

وبالتزامن مع انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي تحمل الرقم خمسة وسبعين، كان يُنتظر أن تجرى مباحثاتٍ في منتجع كامب ديفيد بين واشنطن وحركة طالبان الأفغانية.

وكان مقررًا لتلك المباحثات يوم غدٍ الاثنين 23 سبتمبر، بيد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر بصورةٍ مفاجئةٍ في الثامن من الشهر الجاري إنهاء مباحثات السلام مع حركة طالبان.

قرار الرئيس الأمريكي جاء بعد إعلان حركة طالبان مسؤوليتها عن هجوم كابول الذي أسفر عن مقتل جندي أمريكي وأحد عشر شخصًا شخصًا آخَر، وكشف يومها ترامب أن كان منتظرًا يومها أن يجرى محادثاتٍ سريةٍ في كامب ديفيد مع قادة حركة طالبان والرئيس الأفغاني أشرف غني.

وأرجع ترامب قراره إلى ما اعتبره رفض الحركة الموافقة على وقف إطلاق النار واستمرار الهجمات، والتي أسفرت إحداها عن مقتل جندي أمريكي الأسبوع الماضي.

وكان من المفترض أن تفضي مباحثات السلام بين واشنطن وطالبان في النهاية إلى سحب القوات الأمريكية وتمهيد الطريق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عامًا.

ويتواجد حاليًا نحو 14 ألف جنديٍ أمريكيٍ في أفغانستان، وينتظر أن يتم تقليص عددهم للنصف مع قرار الرئيس الأمريكي سحب معظم القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان. وتصر حركة طالبان على رحيل كافة الجنود الأمريكيين من الأراضي الأفغانية.

ومع الفشل الفجائي لمباحثات السلام استعر القتال في الأراضي الأفغانية، واستمرت حركة طالبان في تفجيراتها الإرهابية، التي أودت بحياة العشرات خلال الأسبوعين الماضيين، لينهار السلام إلى حينٍ بعد أن كان على أعتاب السطوع على مشارف كامب ديفيد.