كلام على الهواء

لماذا؟

أحمد شلبى
أحمد شلبى

لماذا سقط الناس أسرى منصات التواصل الاجتماعى؟
لماذا صدق البعض ما يتم تداوله خاصة أنه من أصدقاء شيروا ما جاءهم من أصدقاء لهم؟
لماذا صمت الوعى والتحقق من صدق الخبر أو الفيديو؟
إنها حروب الجيل الرابع وما بعدها.. إنها حروب تمزيق أوصال الأمم التى أصبحت جاهزة لاستقبال كم كبير من الأكاذيب والشائعات.
الأرض استوت وغاب وعيها والمناخ صار مهيأ لتصديق الأكاذيب.. هذا ما صنعه أعداء الأمة.
لقد انصرف الناس عن برامج التوك شو لأنها ذات لون واحد وخرجت معظمها عن التحليل وتقديم الإعلام الاستقصائى الذى يوضح ويبين الحقائق واعتمدت على الهجوم والصوت العالى دون أن تصل إلى معلومة واضحة سوى أن هناك فريقين يتصارعان والجمهور يشاهد ولايشارك فيما يعرض عليه.
أين البرامج الخبرية الجادة التى كانت بالأمس البعيد تعرض الحقائق دون مزايدة وتتنوع فيها الآراء ولكل محلل أسلوبه فى شرح الحقائق فيجد الناس وجبة متنوعة ينتقى منها الحقيقة ويتفهم من الحوار والعرض ماذا يحدث داخليا وخارجيا.
أما الآن أصبحنا نرى شتائم وسبابا وعنترية إعلامية من كلا المتصارعين فتضيع الحقيقة وينزوى الناس إلى التواصل الاجتماعى الذى يقدم السم فى العسل لأن المتلقى ليس لديه إمكانيات التحقق كما أن الحياة الصعبة جعلته دمية فى أيدى هذه المنصات.
علينا أن نخلع عن أنفسنا عباءة الإعلام الموحد الموجه ونعود إلى ريادتنا الإعلامية داخليا وخارجيا بشرح الحقائق وتفسيرها وأسباب حدوثها ولا ننكر شيئا حدث بل علينا أن نرد بالوثائق والأفلام التسجيلية القصيرة لدرء المفسدة وتوضيح الأمور.
علينا إن وقعت الحكومة فى أخطاء أن تقدمها على صفحتها وتقدم ما تنوى علاجه وتجيب على أسئلة المواطنين عندما يتعارض ما تقوله من أخبار مع الواقع.. على سبيل المثال تدعى الحكومة أن التضخم قد انخفض وهذا بدوره سيؤدى إلى انخفاض فائدة البنوك مرة أخرى خلال شهر مع أن أسعار الخضار وبعض المواد البسيطة المستوردة للاستخدام المنزلى ارتفعت أسعارها بشكل كبير، كيف يتأتى ذلك دون تفسير وتصحيح لمفهوم التضخم لدى المواطن.. تحدثوا بصدق وتحليل وتقرير للحقائق لوأد الأكاذيب فى مهدها.