حديث وشجون

الغافل والغائب

إيمان راشد
إيمان راشد

«وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فيلتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً» صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» صدق رسول الله.
يحثنا الاسلام قولاً وفعلاً على التقوى فداخل كل منا صوت يحركه يختلف ارتفاعاً وهبوطاً من شخص إلى آخر فيشكل أقواله وتصرفاته ألا وهو الضمير.
والضمير كلمة صغيرة لبحر من الأفعال ليشكل بها حياته حتى مماته.. الضمير هو الذى يجعلك تتراجع بل تمتنع عن ظلم وأذى اى شخص قريباً أو بعيداً خشية الله وهو الذى يغلف كل افعالك فى حياتك بالتقوى فلابد ان يكون يقظاً دائماً وإنما هو غائب غالباً وأحياناً كثيرة مات داخل النفوس.. الغريب ان اغلب البشر والذين يتعاملون فى التجارة يعتبرون قلة الضمير شيئاً من «الشطارة» «او الفهلوة» متناسين انهم دخلوا تحت مظلة الحرام.. إذن الأزمة فى بلدنا ازمة ضمير ولو أن كلاً منا ادى عمله وراعى فيه واتقى الله لاصبحنا اعظم الامم وعدنا لسالف عهدنا، دار فى خلدى كل هذه الأفكار بمناسبة زيارة الرئيس السيسى لبعض المحافظات وخلالها اكتشف العديد من السلبيات اغلبها نتيجة الاستهتار أو الأهمال وغير مقصودة اى انها لعدم تقوى الله.. وتساءلت هل كان لابد من زيارة الرئيس لظهور هذه السلبيات.. إذن فأين المحافظ من ذلك.. وهل يعقل ان يتحمل رجل واحد على عاتقه كل شىء فى بلد ما حتى لو كان رئيسها.
المحافظ رئيس جمهورية محافظته.. وعليه ان يتابع كل ما يدور داخل مملكته بعيداً عن الاحياء الراقية والميادين والشوارع الرئيسية وليبدأ بعمق المحافظة التى هى أولى بالرعاية بالنجوع والكفور والقرى والمناطق الشعبية وليتابع بنفسه دون مواكب الاعتداءات على أملاك الدولة لود أى محاولة فى مهدها وليستعن فى عمله بأهل الخبرة وينأى بنفسه عن التعامل مع اهل الثقة الذين غالباً ما يكونون سبباً فى تورطه.
على كل مسئول ان يبدع فى موضعه ويبتكر لإيجاد حلول خارج الصندوق ولا ينتظر ان يلفت نظره من يرأسه.. عليه ان يتقى الله فى كل خطوة يخطوها ومن لم يستطع فليترك مكانه لغيره فالمناصب ليست للرفاهية والأبهة وانما هى مسئولية تنوء بها الجبال.
«ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب»
«صدق الله العظيم»